حالة من الجرأة غير المتناهية أصابت المتهمين من نظام مبارك أمام هيئة المحكمة، وقاموا بترديد بعض الكلمات المتشابهة، سواء من خلال مرافعة محاميهم أو من خلال دفاعهم عن أنفسهم: "الثورة كانت مؤامرة، العملاء كانوا يريدون خراب البلد، كانت قلوبنا على مصلحة الوطن"… الخ. وذلك في محاولتهم نفى التهم التى وجهتها لهم هيئة المحكمة، سواء بقتل المتظاهرين أو بالفساد الذى ارتكبوه على مدار سنوات حكم مبارك وأسرته لمصر.. وهذه الجرأة أصابتهم فى الجلسات الأخيرة بعد محاكمة دامت ما يقرب من 3 سنوات. عن هذا يقول "محمد صلاح" المتحدث الإعلامى لحركة "شباب من أجل العدالة والحرية ": "نحن الآن أصبحنا نعيش تحت حكم الثورة المضادة، فالثوار في السجون والمجرمون يخرجون براءات. الإعلام الذي يدعم النظام هو نفسه من يشوه الثورة والثوار، ويعمل على هدم كل المبادئ التي أرستها في الشعب من حرية وكرامة. اتضح جليًّا أن حكامنا كانوا يتقربون من الثورة ويمجدونها في انتظار الفرصة المناسبة للانقضاض عليها، وقد تم". وأضاف أن كراهيتهم للثورة وبغضهم للأحرار ظهرت، فعاد رجال حبيب العادلي يتحدثون عن جهاز التعذيب "أمن الدولة" باعتباره "جهازًا وطنيًّا يعمل لخدمة الشعب"! وأن انتهاك الحريات العامة من تجنيد عملاء في التنظيمات السياسية والتنصت على اتصالات المواطنين "شرف المهنة"! مؤكداً أنه يتضح من مشاهد المرافعات أنها مسرحية مسبقة التحضير لكتابة مشهد النهاية في حكاية الثورة بخروج العادلي ومساعديه للحياة مع زخم إعلامي حولهم ودفاع مستميت عنهم. واستكمل كلامه "بينما يبقى رفاقنا في السجون يدفعون ثمن المطالبة بحريتهم وإشعال الثورة. نعلم أن ثورتنا فشلت ووأدها أعداؤها، ولكن روح الثورة تظل باقية وثمة جذوة مشتعلة تحت الرماد ستشعل نيران الغضب من جديد لتلتهم كل القتلة والمحرضين وسارقي أقوات الشعوب". وفى سياق آخر قال "حمدى قشطة" عضو مكتب سياسى لحركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية): "لم نفاجأ أو حتى أصابتنا الصدمة من مرافعة الفاسدين والقتلة و سارقى الشعب المصري وناهبى ثروات البلاد؛ فماذا تنتظر من مجرم عتيد الإجرام متمرسه وممتهنه باحترافية؟!! فقد فشل كل كاتبى السيناريو وكل الممثلين فى السينما المصرية في تنفيذ مشهد شهادة مجرم أمام القاضى كما حدث فى جلسات رجال مبارك"، على حد قوله. وأضاف "لعلنا نتذكر كلمة نور الشريف عندما حلل تجارته للمخدرات، تمامًا كما فعل الديب، فبعد أن كانت ثورة ومبارك مفجرها أصبحت مؤامرة، وأصبحت المقولة "لو ثورة آدينا عملناها، ولو مؤامره آديناها وقفناها"! وتابع "إن ما صدر من رموز لنظام ظل لفترة من الزمن "سابقًا"، ثم عاد ليكون "حالىًّا" هو أكبر دليل على أن ما حدث بعد 3 يوليو 2013 هو ارتداد على ثورة 25 يناير، وأن الثورة المضادة تحكم الآن"، مؤكدًا أن الدليل على ذلك واضح فى اضطراب حبيب العادلى فى الجلسات السابقة ل 3 يوليو وتأثير يوم 28 يناير عليه وجراءته واستهزائه بالثورة وبعقول الشعب المصري الآن". مشيرًا إلى أنه "إذا كنا عملاء والثورة مؤامرة، فلماذا حماها الجيش وأعطى التحية لشهدائها كما قالوا؟!". واستنكر "محمد فوزي" المنسق العام لحركة "تحرر" ادعاءات النظام السابق بالنيل من ثورة 25 يناير ووصفها بالمؤامرة، مؤكدًا أن ذلك يتنافى مع الدستور الذي يؤكد أن 25 يناير ثورة. ووصف "فوزي" ادعاءات النظام السابق ومحاولتهم لتشويه وشيطنة ثورة يناير بأن النظام السابق اعتقد بأنه قد تمكَّنَ من السيطرة على البلاد، ولم يكن ذلك الادعاء وليد اللحظة، بل هو استمرار لما اتبع في عهد مبارك من تخوين المعارضين، وبدأت إرهاصاته بعد الثورة عندما اتهم الرويني 6 إبريل بتمويلهم الخارجي والذي دفع شباب 6 إبريل لتقديم بلاغات في أنفسهم، وحفظت تلك البلاغات لصحة موقفهم". وأكد فوزي أن 30 يونيو جاءت لإعادة النظام السابق، وها هو محلب رئيس الوزراء عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني وعبد الفتاح السيسي عضو المجلس العسكري المعين من قبل مبارك". لافتًا إلى أن "النظام وحده ليس المسئول عن عمليات تشويه الثورة التي باتت علنًا، وإنما على القوى الثورية أن تعترف بالخطأ وأن تدرك أنها كانت سببًا رئيسيًّا عندما تشتتت وأصبح الانقسام سمة واضحة تغلب على الجميع".