عذراً يا أم كل شهيد..عذراً يا جرح كل مصاب.. فاتكم القطار..فأنتم لا يعجبكم العجب ولا محاكمة مبارك والعادلي وبقية القتلة في رجب وصدق المحامي فريد الديب - وهو كذوب - من قال أن إرضاء الثائرين غاية لا تدرك. المشكلة الآن ليست في المحكمة ولا في الشهداء ولا حتى في إنكار المتهمين، بل في نوعية الشعب المصري الذى وصفه المشير طنطاوي فى كلمة له أمام طلبة الكليات العسكرية اليوم الأحد بأنهم "ليسوا خونة..وإنما غير فاهمين"..! وبما أن الوضع أصبح مقلوباً والقاتل مقتولاً.. والشهيد مجرماً .. والمجرم مظلوماً.. والظالم مندس .. والمندس في كنتاكي .. وكنتاكي توزرع ملابس جيش وشرطة مع كل وجبة "كومبو"، فمن حق المحامي فريد الديب وتابعه عصام البطاوى أن يطلبا براءة المتهمين، والأدهى أن يطلب البطاوي اليوم الأحد من هيئة المحكمة السماح للعادلى بالمرافعة عن نفسه بجلسة الغد الاثنين. ولما العجب والعادلى قد عكف طوال الجلسات الماضية على تسجيل ملاحظاته عن سير المحاكمة تمهيدًا للدفاع عن نفسه، لأنه وكما قال للقاضي في جلسة ماضية بنبرة المسئول الوطني الزاهد الورع "إن كذبت على كل الناس فلن أكذب على الله". اللهو الخفي: ويؤكد أطباء المخ والأعصاب أن على الشعب المصري أن يدخر الكثير من حبات الضغط وارتفاع السكر في جلسات المحاكمة المقبلة، ويدلل الأطباء على ذلك بمرافعة البطاوي اليوم الأحد الذى اتهم "اللهو الخفي" أو "الطرف الثالث" وقال انه سبق قبل أيام إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص وبحوزتهم ملابس عسكرية وأسلحة نارية وهو ذات الأمر الذى جرى يوم 28 يناير 2011 في جمعة الغضب. واضاف البطاوى :"حيث جرت سرقة الملابس العسكرية للشرطة من قبل عناصر خارجية ومسجلين خطر واستخدامها فى عمليات قتل واستهداف للمتظاهرين لالصاق تهمة القتل لضباط وافراد الشرطة وذلك فى اطار مؤامرة خارجية كانت تهدف الى نشر الفوضى". مشيراً إلى "جريندايزر" وحش الفضاء أو "الطرف الثالث"، الذى ابتكره المجلس العسكري ودندن حوله إعلام الفلول، وقال أن من ارتكب مذابح محمد محمود ومجلس الوزراء هو بعينه من قتل الثوار في جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011. محكمة ثورية: من جهته أكد النائب المستشار محمود الخضيري أنه في أوقات الثورة لا يجوز أن يحاكم مبارك 10 سنوات بالطريقة المعتادة، وقال :"في حالة الحكم ضد مبارك أو باقي المتهمين من حقهم أن يطعنوا عليه بالنقض وقد تلغي محكمة النقض الحكم وتعيده إلي المحكمة مرة أخري وبعد أن تحكم فيه مرة ثانية من حقهم أن يطعنوا عليه بالنقض، وهذا يستغرق وقتا طويلا، ونحن في حاجة إلي الاستقرار، فهل سنظل سنوات طويلة لا يشغلنا سوي محاكمة مبارك وأعوانه؟.. هذا حرام، نريد أن نبني البلد". مضيفاً :"الثورة لها قوانينها التي تحكمها وعندما تستقر الثورة تعود القوانين الطبيعية مرة أخري, فالقوانين الطبيعية في ظل الثورة لا ننفذها ولا تتماشي معها, ففي هذا الظرف تكون القوانين العادية في حكم المنتهية وتعود عندما تستقر الأوضاع". مسرحية: ووصفت المستشارة نهى الزيني، محاكمة مبارك ب"المسرحية الهزلية"، منتقدة مرافعة النيابة كونها لا تملك أدلة على الاتهامات الموجهة للرئيس السابق، وكذلك أداء فريد الديب محامي الرئيس السابق، متابعة " ما فعل بهذه المحاكمة "جريمة" . وبرأي المراقبين فإنه بات من الواضح الآن أن أغلب الشعب لم يكن يريد الثورة، ومن قام بها مجموعة آمنت بالتغيير وانطلقت للتعبير عن إرادتها واحتملوا التشويه والإهانات. وما أن حققت الثورة نجاحا في بدايتها انضمت لها الجموع، لكن التاريخ سيكتب عن القلة الثائرة التي خرجت من أجل التغيير، ومن أجل محاكمة مبارك والعصابة الفاسدة، وعن ثورة دفع الشهداء ثمنها قامت لإسقاط النظام ..ولكن الطرف الثالث دافع عنه بكل وسيلة حتى لا يسقط .