وزير الآثار: تم التنسيق بين مختلف الوزارات لعدم تعرض الآثار لخطر عضو اللجنة الدائمة بالآثار: الحفر يبعد 15 كم عن التلال الأثرية مدير آثار سيناء: سنتابع عمليات الحفر خشية وجود آثار بالموقع أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأول الثلاثاء إشارة بدء مشروع حفر قناة موازية لقناة السويس بتكلفة أربعة مليارات دولار، وقال رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش إنه سيتم إنشاء قناة السويس الجديدة موازية للقناة الحالية بطول 72 كيلو مترًا، منها 35 كيلو مترًا حفر جاف، و37 كيلو مترًا توسعة وتعميق للقناة الحالية، وإن المدة المقدرة لإنجاز المشروع ثلاث سنوات. ومنذ إعلان الرئيس المفاجئ وهناك مخاوف في الوسط الأثري، حيث أبدت مونيكا حنا أستاذة الآثار بالجامعة الأمريكية في القاهرة قلقها تجاه عدة مناطق وتلال أثرية هامة تقع في خط سير القناة التي بدأ حفرها، منها تل الفضة وتل الحبوة وتل الصيفي. وأشارت إلى أن تلك المنطقة كانت تعد بوابة مصر الشرقية، وتحتوى على ثمانى قلاع أثرية، ترجع إلى الدولة الحديثة والعصر الرومانى اليونانى، إضافة إلى آثار للدولة الوسطى والقديمة، وآثار قبطية مثل تل الفرمة الذى نزلت عليه العائلة المقدسة بمصر، مؤكدة أن تلك المناطق لم تنتهِ بها عمليات التنقيب عن الآثار، وتحتاج مزيدًا من التنقيب لإخراج ذلك الكم من الآثار. وأضافت أنه لا بد من اطلاع وزارة الآثار على خرائط شق القناة ومعرفة مسارها والتأكد من عدم ضرر تلك التلال الأثرية من الحفر، والاطمئنان لعدم تسرُّب مياه القناة إليها، مؤكدة أنهم حتى الآن لم يروا خرائط توضح خط سير القناة بالمنطقة. ومن جانبه قال ممدوح الدماطى وزير الآثار إنه تم التنسيق بين الآثار والوزارات المختلفة قبل إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي شق القناة، من خلال الوزير السابق الدكتور محمد إبراهيم، وذلك لعدم تعرض المناطق الأثرية بشرق القناة للحفر وتحديد المجرى الملاحى الجديد بعيدًا عن التلال الأثرية، لافتًا إلى أنه سيقوم بمتابعة الحفر ومتابعة تنفيذ المشروع. فيما قال الدكتور محمد عبد المقصود رئيس قطاع الآثار المصرية السابق وعضو اللجنة الدائمة لوزارة الآثار إن المنطقة لم تنتهِ بها عمليات التنقيب عن الآثار، مشيرًا إلى أن مشروع شق القناة الجديدة لن يتعرض للمواقع الأثرية، وأن التلال الأثرية التى تقع شرق القناة بمسافة 3 كم لن تمر بها القناة الجديدة؛ نظرًا لانتهاء المجرى بمنطقة الملاح التى تبعد عن التلال الأثرية بمسافة 15 كم. وأضاف مسئول التنقيب الأثرى بالمنطقة لمدة 20 عامًا "في البداية انزعجت عندما سمعت أن المشروع سينفذ فى شرق القناة، لما تحتويه من مواقع أثرية لم تنتهِ الحفائر بها ،ولكن عند شرح مسار القناة، اتضح أنه سيحدث ازدواج لمسار القناة بعيدًا عن منطقة التلال، حيث سيتم شق القناة من الجنوب لمنطقة الملاح بشكل مزدوج وكذلك من شرق التفريعة"، موضحًا أنه "عندما تم شرح الموضوع فسر الازدواج بأنه لدواعٍ أمنية، ولكن التال الأثرية كانت أحد أسبابه". لافتًا إلى أن الآثار كانت قدمت من قبل الخرائط الأثرية لأجهزة الدولة المختلفة لدراسة المواقع المختلفة قبل تنفيذ مشاريع بها، مشددًا على أنهم أول من يدافع عن الآثار فى حالة حدوث تعدٍّ عليها، مؤكدًا أن ما حدث من تعدٍّ على مواقع أثرية من قبل عند شق ترعة السلام لم يحدث مرة أخري، كاشفًا عن تشكيل لجنة وزارية عليا بينها الآثار، للتنسيق بين الوزارات المختلفة عند البدء فى تنفيذ المشروعات الخدمية التى ستقام على ضفاف المجرى الملاحي للقناة. وأكد أحمد التابعي مدير عام منطقة آثار شمال سيناء أن التلال الأثرية في أمان تام من حفر القناة الجديدة، حيث إنها تبعد بحوالى 15 كم من أقرب نقطة للحفر الذى سيتم باتجاه السويس عكس اتجاه التلال الأثرية والمنطقة المقدسة الموجودة باتجاه سهل الطين وشرق التفريعة. وأوضح التابعى أن المنطقة التى حددها مشروع شق القناة الجديدة تعد منطقة كسبان رملية عالية وليست بها شواهد أثرية، وهو ما تثبته الخرائط الأثرية، مؤكدًا عدم التنقيب فيها من قبل، وأنه سيقوم بمتابعة تنفيذ المشروع باستمرار، لما قد يظهر من آثار مدفونة أثناء الحفر.