بعد انتشار أنباء عن إرسال 30 ألف جندي مصري على الحدود السعودية العراقية بجانب قوات أخرى باكستانية لصد "داعش" من الدخول إلى الأراضي السعودية حسبما ورد في جريدة التايمز، استبعد بعض الخبراء العسكريين هذه الأخبار في ظل ما تشهده مصر من حرب على الإرهاب منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وانتشار العمليات الإرهابية في كافة محافظات مصر. يقول اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري إن موضوع إرسال قوات مصرية خارج الحدود المصرية فكرة مستبعدة لعدة أسباب منها أن هناك "حرب" تخوضها القوات المسلحة المصرية داخل الحدود المصرية والجزء الأكبر من الجيش الثاني المصري يتصدى للجماعات المسلحة في سيناء والتي تعتبر منبع الخطر في هذه المرحلة بجانب القوات الموجودة في الأماكن الحيوية في المدن الكبرى، مشيرًا إلى أن حالة الطوارئ التي تمر بها الدولة المصرية تتحكم في مثل هذه الخطوة. وأضاف "مسلم" أن أي قوات عسكرية سواء مصرية أو غير ذلك تنتقل من دولة إلى أخرى تحتاج إلى تجهيزات مسبقة من معدات ومعسكرات وذخيرة وتعيينات "طعام – وشراب – وملابس" بجانب تأمين هذه القوات وتأمين المعسكرات التي من الممكن أن تكون مستهدفة. وأشار الخبير العسكري إلى أن اتخاذ مثل هذا القرار يكون بمثابة اتخاذ قرار للحرب ويكون قد تم اتخاذه من قبل قيادات الجيش بمختلف أسلحته، وبعد ذلك يجتمع مجلس الدفاع الوطني ويقرر مثل هذه القرارات التي يجب عرضها على الرأي العام بعد ذلك؛ حتى يكون هناك نوع من الشفافية وإشراك الشعب في مثل هذه القرارات. وشدد اللواء يسري قنديل الخبير العسكري وأحد أبطال حرب أكتوبر على أن قرار إرسال قوات عسكرية إلى أي مكان قرار صعب وليس بالسهولة التي يتخيلها البعض، مشيرًا إلى أن هذه الأنباء غير مؤكدة. وأضاف قنديل أن القوات المصرية سبق وشاركت في حرب الخليج وقبلها كانت هناك قوات مصرية في عدد من الدول العربية أثناء حرب أكتوبر؛ لأن الأمن القومي المصري من الممكن أن يتطلب وجود قوات خارج الحدود، ولكن هل هذا التوقيت الذي تمر به مصر مناسب لمثل هذه القرارات؟ وكم عدد القوات التي يمكن أن تتواجد خارج الحدود؟ وما هو الوقت الذي ستقضيه هذه القوات في الخارج؟ كل هذه مسئولية القادة الحاليين للجيش. فيما أكد اللواء حسن الزيات الخبير العسكري أن القوات المسلحة المصرية نفت هذه الأنباء، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأخبار غير الصحيحة التي تنشر الشائعات كنوع من الحرب النفسية. ولفت الزيات إلى أن الأمن القومي المصري يتعرض لهجوم مستمر خلال الفترة الماضية من الجماعات المسلحة التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي.