في إطار الموقف المتأزم داخل الأراضي السورية وما يقوم به نظام بشار الأسد من قتل للأبرياء ومحاولة القضاء على الثورة السورية التي تريد اللحاق بقطار الربيع العربي، دعا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في خطابه فى استاد القاهرة الذي عقد مؤخرًا تحت شعار "نصرة الثورة السورية" ودعوته الدول العربية والإسلامية إلى عقد مؤتمر طارئ لنصرة الشعب السوري، مؤكدًا أنه من حق الشعب السوري اختيار من يحكمه بنفسه، وفجر مرسي مفاجأة من العيار الثقيل أثناء كلمته في مؤتمر نصرة سوريا بقطع العلاقات المصرية السورية وطرد السفير السوري من القاهرة واستدعاء المصري القائم بالأعمال من سوريا الأمر الذي جعل الكثير يعتقد أن الدكتور محمد مرسي من الممكن أن يبادر بإرسال قوات من الجيش المصري فى الفترة القادمة للوقوف بجانب الثوار السوريين في وجه جيش بشار الأسد. وهو الأمر الذي حذر منه الخبراء العسكريون، مؤكدين استحالة أن يعطى الرئيس مرسي قرارًا بإرسال قوات عسكرية إلى سوريا وذلك لأنه من الناحية الدستورية غير جائز، إضافة إلى أنه ليس من حق الرئيس محمد مرسي أن يعطى القرار بمفرده ولكن القرار يكون عن طريق العرض على مجلس الأمن القومي فهو الوحيد القادر على ذلك وليس من حق الرئيس أن يعطى القرار بدون موافقته. واعتبر الخبراء أن خطاب الرئيس الأخير هو عبارة عن مظاهرة سياسية للإسلاميين لكي يجتمعوا لإرسال رسالة واضحة للمتظاهرين والمحتجين على سياسات مرسي وهى عبارة عن استعراض قوة فلم يشاهد فى هذا التجمع والذي من المفترض أن يكون مناصرة للشعب السوري أي فصيل آخر غير الإسلامي فهذا دليل واضح أن التجمع لم يكن هدفه مناصرة الشعب السورى. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء الخبراء العسكريين فى إمكانية قيام الرئيس مرسي بإرسال قوات مصرية لمساندة الثوار في مواجهة نظام الأسد اللواء طلعت مسلم : ليس من حق الرئيس إرسال قوات مسلحة إلى سوريا في البداية استبعد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، أن يرسل الرئيس محمد مرسي إلى سوريا جنودًا مسلحة من الجيش المصري، معتبرًا ذلك احتمالًا ضعيفًا أن يتم إرسال جنود لمحاربة الجيش النظامي في سوريا. ومن الناحية الدستورية يقول مسلم إنه ليس من حق الرئيس محمد مرسي أن يعطى القرار بمفرده، ولكن القرار يكون عن طريق العرض على مجلس الأمن القومي فهو الوحيد القادر على ذلك وليس من حق الرئيس أن يعطى القرار بدون موافقته. واستغرب الخبير العسكري معاداة مصر لسوريا وهى التي وقفت قبل ذلك مع مصر فى حرب أكتوبر 1973 وفي عام 1956 فموقف مصر مع سوريا مخزٍ فهناك فارق بين أن تساند نظام وأن تساند جماعات مسلحة تستعين ببعض الدول الأجنبية. اللواء زكريا حسين: الدستور المصري لا يسمح للقوات المسلحة أن تخرج خارج حدود الدولة على الجانب الآخر، يقول اللواء زكريا حسين، المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الدستور المصري لا يسمح للقوات المسلحة أن تخرج خارج حدود الدولة. وأن الرئيس محمد مرسي لا يتمتع بإرادة سياسية حقيقية فمن المهم أولًا قبل أن يتكلم عن الأوضاع في سوريا أن يتفرغ إلى الاختراق الأمنى الواضح داخل الحدود المصرية وأن يحاول أن يغلق الأنفاق بين مصر وغزة وأن يقبض على الجماعات الإسلامية التى جعلت الفوضى تنتشر على أرض سيناء الحبيبة. وأضاف حسين أن الرئيس محمد مرسي غير قادر على اتخاذ القرارات بمفرده إضافة إلى أنه فشل فى إدارة ملف مياه النيل فدائمًا الرئيس لا يردد إلا شعارات ولا يقدم أفعالًا فهو غير قادر على حماية الأراضي الداخلية المصرية، فهل باستطاعته أن يحارب خارج الدولة؟! وعن التجمع الجماهيري الذي عقد باستاد القاهرة والذي ألقى فيه مرسي كلمة قال الخبير الاستراتيجي إنها ما هي إلا مظاهرة سياسية للإسلاميين لكى يجتمعوا لإرسال رسالة واضحة للمتظاهرين والمحتجين على سياسات مرسي، والمقرر أن يخرجوا إلى كل ميادين مصر فى نهاية يونيه الحالي وأن الرئيس له أنصاره الكثيرون في الشارع وهى عبارة عن استعراض قوة، فلم نر فى هذا التجمع والذي من المفترض أن يكون مناصرة للشعب السوري أي فصيل آخر غير الإسلامي فهذا دليل واضح أن التجمع لم يكن هدفه مناصرة الشعب السورى. اللواء نبيل فؤاد: على الرئيس مرسي أن يبقي شعرة معاوية مع سوريا أما اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير الاستراتيجي، فقال: إن الجيش المصري تحكمه مبادئ أساسية وهو استحالة أن ترسل دولة بقواتها المسلحة من أجل أن تحارب مع مجموعة من المسلحين فهذا غير وارد بالمرة فهو عبارة عن تفكيك للأمن القومي. وعن حزب الله وإيران ومشاركتهم فى الحرب ضد الجيش السوري الحر قال فؤاد إن حزب الله ليس دولة ولكنه مجموعة من الميليشيات فالمجتمع الدولي ينتقد كل مثل هذه الأفعال. وأضاف أنه لا يستطيع أى جيش عربي الآن الوقوف ضد الجيش السوري وضد بشار الأسد ماعدا الجيش المصري فكل جيوش الدول العربية هشة وضعيفة للغاية، معتقدًا أنه لا توجد دولة ستتدخل عسكريًا في سوريا. وقال الخبير العسكري إن الدول العربية من الممكن أن تساعد فى الأزمة السورية بطريقة غير مباشرة وهذه المساعدات تتمثل في إرسال معونات أو سلاح أو مال. وأدان فؤاد ما قاله الرئيس محمد مرسي خلال خطاب استاد القاهرة فى نصرة سوريا وكان من الأفضل أن يستمر الرئيس في الطريق السياسي والدبلوماسي وكان من الأفضل أن نبقي شعرة معاوية مع سوريا. اللواء محمد على بلال: استحالة إرسال قوات إلى سوريا من ناحية أخرى، قال اللواء محمد علي بلال، الخبير الاستراتيجي وقائد القوات المصرية فى حرب الخليج، إنه يستحيل بأي حال من الأحوال أن يرسل الرئيس محمد مرسي قوات عسكرية إلى سوريا، مضيفًا أن الرئيس من الممكن أن يرسل بعض المتطوعين الذين يحاربون مع الجيش السوري الحر. وأشار بلال إلى صعوبة نقل المعدات الحربية والعسكرية بين مصر وسوريا فليس بين مصر وسوريا نقل بحري يساعد على ذلك فالوضع صعب للغاية الآن. وقال الخبير الاستراتيجي إن مشكلة سوريا تشهد نوعًا من التأزم ولابد من الاستقرار حتى لا تزداد الأمور سوءًا أكثر من ذلك. الدكتور حسن اللبيدي: فى حال دخول القوات المسلحة المصرية إلى سوريا لا يستطيع عاقل تخيل السيناريو المتوقع من ناحية أخرى، يقول اللواء حسن اللبيدي، الخبير العسكري، إنه يستحيل أن يرسل الرئيس محمد مرسي قوات عسكرية من الجيش المصري إلى سوريا وذلك لآن القرار ليس بيده فالقرار بيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلسي النواب والشورى. وأضاف اللبيدي أن المشكلة فى سوريا ليست قلة الموارد البشرية ولكن المشكلة الحقيقية تتمثل في نقص المعدات من أسلحة وغيرها وأن الطرق السياسية فى المسألة السورية هى أفضل بكثير من الطرق العسكرية فلابد من دعم اقتصادي وسياسي للمعارضة السورية وفى حال دخول القوات المسلحة إلى سوريا لا يستطيع عاقل تخيل السيناريو المتوقع أن يكون. وشدد اللبيدى على أن الوضع فى سوريا سيئ فالجميع يقتل هناك وتموت الإنسانية فى سوريا وعلى الدول التدخل السريع لحل هذه الأزمة بطرق سياسية فلابد أن تمارس مصر ضغوطًا على النظام في سوريا وعلى إيران بقدر المستطاع وعلى حسب مصلحتها ونفس الأمر روسيا وفي هذه الحالة من الممكن أن نصل إلى حل سياسي للمشكلة السورية. وعن خطاب الرئيس مرسي أشاد اللبيدي بالخطاب موضحًا أنه أثلج صدور الكثير منتقدًا المطالبات التى تطالب بقطع العلاقات مع إيران، مشيرًا إلى أن السعودية والكويت وكثير من الدول الأخرى ترتبط بعلاقات مع إيران.