شهدت الفترة الأخيرة حالة من السخط بين صفوف المصريين؛ نظرًا لتكرار التفجيرات التي تستهدف أماكن حيوية وسيادية أيضًا، فلم يعد الإرهاب مقتصرًا على محطات المترو والأماكن الحيوية ومديريات الأمن، بل وصل إلى أبواب قصر الاتحادية، واستشهد اثنان من المكلفين بتأمين قصر الرئاسة! فأضحت محطات السكك الحديد والمترو إحدى القِبْلات التي يولي الإرهابيون وجههم شطرها؛ لضمان أكبر قدر من الخسائر، ويساعدهم على ذلك غياب التأمين لتلك الأماكن التي تكتظ بالمواطنين. وأبدى عدد كبير من ركاب مترو الأنفاق دهشتهم؛ بسبب ما تقوم به الحكومة من خطط تأمين، حيث تتواجد الكلاب البوليسية في المحطات عقب كل تفجير قد يحدث، ثم تختفي بعدها إلى أن يحين التفجير الجديد، وهكذا، متسائلين عما يمنع وجود احتياطات أمنية طوال الوقت بدلاً من انتظار وقوع الكارثة، وكانت الحملة الأمنية التى نفذتها الإدارة فى محطات المترو بخطوطه الثلاثة قد أسفرت عن تحرير 453 محضراً بين مخالفات لعبور الركاب والقفز من الماكينات دون تذاكر و ركوب الرجال فى عربات السيدات، وكذلك منع 35 حمولة كبيرة ومواد سائلة قابلة للاشتعال فى العربات. وقال حسين السوهاجي (أمين شرطة مكلف بتأمين إحدى محطات المترو) إن دور الأمن يتلخص في منع المخالفات بكافة أشكالها، سواء ركوب الرجال في العربات المخصصة للسيدات، أو توقيع غرامات على الباعة الجائلين ومنع المتسولين من دخول المحطات. وتابع أن الإدارة العامة لتشغيل المترو بالتعاون مع وزارة الداخلية هما المسئولان عن إمداد المحطات بالكلاب البوليسية، والتي تعتبر من الإجراءات الاحترازية التي تقلل من حدوث الانفجارات والعمليات الإرهابية، وتساعد على وقف نزيف الدم في الشارع المصري، مطالبًا الحكومة بالحفاظ على أرواح المواطنين؛ لأن ركاب المترو ليسوا عددًا قليلاً حتى يُستهان بأرواحهم. في السياق ذاته قالت "أم سيدة" (إحدى البائعات في المترو) إن الضباط كل ما يشغلهم هو تحصيل الغرامات من البائعين، وأخذ إتاوات منهم؛ حتى يتركوهم يبيعون، حيث يعطون للبائع إيصال غرامة قيمته 15 جنيهًا، ويطالبونهم بدفع 40 جنيهًا، ومن يرفض يقتادونه إلى مكتب الأمن، ويهددونه بعمل محضر ودفع 500 جنيه. وأردفت قائلة "الداخلية مش فاضية لتأمين المترو ولا الناس، هم مشغولون بتعذيب الشباب في السجون وطرد البياعين من الشوارع"، مطالبة المسئولين بضرورة توفير أماكن بديلة للباعة الجائلين، وأن يضمنوا لهم عدم تعرض البلطجية لهم، بالإضافة إلى إحكام السيطرة على المحطات وتفعيل دور البوابات الإلكترونية التي تم وضعها "ديكور" في بعض المحطات، والكلاب البوليسية التي يراها الناس بعد كل تفجير لتظل يومين ثم تختفي بعد ذلك. فيما أزالت شرطة مترو الأنفاق صناديق القمامة بجميع خطوط المترو الثلاثة كخطوة تأمينية لمنع زرع القنابل داخلها، وذلك في إطار حالة الاستنفار القصوى داخل محطاتها؛ خشية ارتكاب عمليات إرهابية مثل التي وقعت بمترو شبرا الخيمة وغمرة وحلمية الزيتون وكوبري القبة في الذكرى الأولى لعزل الرئيس محمد مرسي. من جانبه شدد المهندس هانى ضاحى وزير النقل على ضرورة الحفاظ على جدول التشغيل وانتظام زمن التقاطر وكذلك توفير معدلات أعلى من النظافة داخل المحطات والقطارات وتوفير الإضاءة اللازمة بها، وكذلك تشديد الإجراءات الأمنية بالمحطات وعلى البوابات أثناء دخول وخروج الركاب؛ لتحقيق السيولة المرورية للركاب؛ تحسبًا لأعمال تخريبية تستهدف الركاب. وكان اللواء منير السيد مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات قد صرح بأن الإدارة اتخذت كافة التدابير اللازمة لتأمين محطات مترو الأنفاق، خصوصًا بعد استئناف العمل بمحطة مترو الجيزة، وسوف تقوم الأجهزة باستخدام أحدث الوسائل المتطورة لتأمين محطات المترو وإدخال الطمأنينة في نفوس الركاب وضبط أي صورة من صور المخالفة، مشددًا على أنه سيكون هناك حسم وحزم مع من تسول له نفسه ارتكاب أي عمل من شأنه ترويع المواطنين. وأوضح مساعد وزير الداخلية أنه تم تشكيل فرق عمل نظامية وسرية تتواجد في المحطات وداخل عربات القطارات؛ لرصد أي عملية تخريبية، لافتا إلى أن هذه القوات مزودة بأجهزة اتصالات حديثة تقوم باستدعاء أقرب قوات شرطية من رجال العمليات الخاصة بالأمن المركزي والقوات خفيفة الحركة في حالة الحاجة إليها؛ لوقف أي عمل أو عدوان على القطارات أو الركاب.