يعيش ركاب مترو الأنفاق هذه الأيام وسط حالة من الخوف والقلق في ظل أحداث التوتر التي تشهدها البلاد منذ أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وإعلان مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي استهداف مرافق الدولة الحيوية التي يأتي على رأسها المترو والذي يعتبره المصريون الهرم الرابع وشريان الحياة في القاهرة الكبرى حيث ينقل ما يقرب من 3 ملايين مواطن يوميا وتجري خطوطه الثلاثة "المرج – حلوان" و"شبرا – المنيب" و"العتبة – العباسية" بمحافظات القاهرةوالجيزة والقليوبية. طالب الركاب بوضع المترو تحت الرقابة المشددة وتكثيف التواجد الأمني على أبواب المحطات والأرصفة وداخل القطارات والاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة لتأمين المحطات من أي أعمال تخريبية أو تهديدات تمثل خطرا على أرواح الركاب. وشدد الركاب على عودة الحملات الثابتة والمتحركة لإعادة الانضباط والوجه الحضاري لهذا المرفق العظيم مشيرين إلى أن دخول الحقائب الكبيرة والأجولة و"الكراتين" دون تفتيشها يحدث على مرأى ومسمع من الجميع بينما فرض الباعة الجائلين والمتسولين سيطرتهم على عدد كبير من المحطات والقطارات دون أي مشاكل، فضلا عن انتشار أعمال البلطجة وتزايد المشاجرات بالأسلحة النارية والبيضاء داخل المحطات وتهرب الآلاف من دفع قيمة التذكرة مما يعد إهدارا للمال العام. أهم مرفق نقل في الدولة سليمان أحمد - موظف يقول رغم الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد والتهديدات التي يعلنها أنصار المعزول بتعطيل المرافق والخدمات إلا أننا نجد أهم مرفق نقل في الدولة متروك بدون أي رقابة أمنية الأمر الذي شجع البلطجية التواجد على الأرصفة وداخل عربات المترو. ويضيف كرم الدسوقي - المرج بعد أن تخلت عنا شرطة المترو لم يعد أحدا يستطيع السيطرة على البلطجية مستشهدا بما حدث في عزبة النخل من مشاجرة بين احد البلطجية ومواطن حاول التصدي لمحاولة أحدهم بالصعود لعربة السيدات للتحرش بهن فما كان من البلطجي إلا أن قام بسبه وإشهار " المطواة " في وجهه ولولا تدخل بعض الركاب لكان مصيره الموت . ويشاركه الرأي مصطفى عبده – أعمال حرة قائلاً عند افتتاح المترو كان هناك انضباطا تاما وكنا نرى فرد شرطة على الأقل في كل رصيف بجميع المحطات يقومون بتفتيش الحقائب المشكوك فيها ويمنعوا ركوب المخالفين الأمر الذي كان يعطينا إحساسا بالأمان أما الآن فنرى كراتين الفاكهة والخضروات داخل عربات المترو وكأنها تحولت إلى عربة نقل خضار . ويتساءل فاروق محمد - مهندس عن دور شركات الأمن الخاصة التي تعمل بالمترو فلا يوجد لها أي دور فأفرادها يقفون بجوار ماكينات الدخول والخروج ويرون كل أنواع المخالفات دون أن يتدخلوا ولو حتى بكلمة فهل تم استبدال شرطة المترو بهذه الشركات لإشاعة الفوضى بهذا المرفق الحيوي ؟!. مراجعة سريعة أما كريم صلاح – عزبة النخل فيرى أن منظومة الأمن داخل مترو الإنفاق بخطوطه الثلاثة تحتاج إلى مراجعة سريعة في ظل الأوقات العصيبة التي نعيشها هذه الأيام فلابد من تشديد الرقابة للحافظ على أرواح المواطنين خاصة في ظل الظروف الراهنة واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتأمين المرفق من خلال تفتيش الحقائب وتزويد المحطات بالكلاب البوليسية المدربة للكشف عن أي مخالفات. ويشير كرم نادي – المرج إلى انتشار الباعة الجائلين والمتسولين داخل المحطات والقطارات الذين شوهوا المظهر الحضاري للمترو دون أدنى تدخل من جانب قيادات الشركة. خطط أمنية محكمة محمود طه – حلوان يتساءل أين الكلاب البوليسية التي كنا نراها منذ سنوات والتي كانت تعطينا نوعا من الطمأنينة بدلا من حالة الرعب والقلق التي نعيشها هذه الأيام في ظل تهديدات أنصار الرئيس السابق بتخريب مرافق ومؤسسات الدولة، ولماذا يصرح مسئولي شرطة النقل والمواصلات بوجود خطط أمنية محكمة لتأمين المحطات والقطارات رغم أننا نرى بأعيننا الأجولة والكراتين محمولة على الأعناق يدخلون بها المحطات والقطارات دون أدنى مشكلة. ويؤكد بسام منصور – العمرانية أن أعطال بوابات الدخول والخروج بالمترو أصبحت ظاهرة تنتشر بجميع محطات الخطين الأول والثاني التي امتلأت بالبراميل التي يستخدمها موظفو شركة الأمن لجمع تذاكر الركاب بعد أن فشلت الشركة في إصلاح الماكينات، وأحياناً يلجأ البعض للقفز من فوق البوابات في مظهر غير حضاري متحججاً بأعطالها الأمر الذي يعطي لزيادة نسيبة "التزويغ" التهرب من دفع التذكرة ومن ثم إهدار المال العام. مسئولية شرطة النقل والمواصلات ومن جانبه قال المهندس عبد الله فوزي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق إن تأمين المحطات والقطارات والركاب أثناء فترات التشغيل مسئولية شرطة النقل والمواصلات حيث أن مسئولية الهيئة في التشغيل على خطوط المترو الثلاثة "المرج – حلوان" و"شبرا – المنيب" و"العتبة – العباسية". وأضاف رئيس الشركة أنه تم التنسيق بالفعل مع شرطة المترو لتكثيف التواجد الأمني داخل المحطات والقطارات لتأمين الركاب والمحطات ضد أي أعمال شغب أو تخريب مؤكدا أن الشرطة لا تألوا جهدا في خدمة الشعب المصري وأنها من أصدر التعليمات بعدم توقف القطارات في محطتي الجيزة والسادات عندما رأت أن هناك خطرا على الركاب. وقال فوزي أن مسئولية رجال أمن بوابات الدخول والخروج هي ضبط المتسربين والمتهربين من دفع قيمة التذكرة وعدم دخول الباع الجائلين والمتسولين، على أن تقوم الشرطة بتأمين الركاب والمحطات والقطارات وضبط البلطجية والمجرمين مناشدا جميع المواطنين الحفاظ على مترو الأنفاق الذي يعتبره المصريين شريان الحياة في القاهرة الكبرى وأنه مملوك للشعب ويستفيد منه أكثر من 3 ملايين مواطن يوميا .