قال صندوق النقد الدولي أمس الثلاثاء، إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية أوقفت نمو الاقتصاد الروسي وأصابت الاستثمار ب"الجمود"، وقد تفرض عزلة اقتصادية على موسكو. ويتماشى تقرير الصندوق مع تصريحات لمحافظ البنك المركزي الروسي "إلفيرا أبيولينا"، التي أبلغت مؤتمرا مصرفيا أن النمو لا يبعث على عدم الرضا فحسب، بل ويضع البلاد في موقف صعب. كانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، قد فرضا عقوبات على روسيا، مما دفع المستثمرين إلى الخروج من البلد الذي استغل قادته الإجراءات العقابية للدعوة إلى مزيد من الاكتفاء الذاتي في الاقتصاد. وأبقى صندوق النقد على توقعاته للنمو عند 0.2 %، بينما يتوقع البنك المركزي الروسي 0.4 %، والرقمان يقوضان طموحات وزارة الاقتصاد التي تأمل في نمو نحو 1 % يتجاوز توقعاتها البالغة 0.5 %. وقال صندوق النقد في تقرير له: "حتى بدون التصاعد في الأزمة الأوكرانية، قد يؤدي طول أمد عدم اليقين وما ينتج عنه من تدهور الثقة إلى تراجع الاستهلاك وضعف الاستثمار وضغوط على سعر الصرف ونزوح رؤوس الأموال بدرجة أكبر من المفترض في التصور الأساسي، قد يؤدي ذلك أيضا إلى إخراج برنامج الإصلاح عن مساره والتحول نحو مزيد من التركيز على الاكتفاء الذاتي اقتصاديا بدلا من التكامل مع باقي العالم." ويدعو الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" رجال الأعمال لتحويل أصولهم إلى الداخل والحد من اعتمادهم على أسواق المال الغربية بعد فرض عقوبات على مسؤولين روس – بعضهم حلفاء مقربون له – شملت تجميد أصول وحظر إصدار تأشيرات الدخول. لكن إجراءات حماية الاقتصاد لم تمنع نزوح 80 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام وتراجع الروبل 10 % مقابل الدولار وقفزة في التضخم.