قال موقع سودان تربيون في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بثورة 30 يونيو ، يمر على السودان الذكرى 25 لانقلاب 30 يونيو 1989 ، والذي مر بهدوء وبلا ضجيج ، وظلت الحكومة التي يرأسها الرئيس عمر البشير منذ 25 عاما تستغل الذكري لافتتاح مشروعات تنموية دائما ما كانت تشهد خطاباته الحماسية التي تمجد "الثورة". أما هذا العام لم تشهد وسائل الإعلام الرسمية في السودان منذ يوم الأحد وحتى الإثنين أي مظاهر للاحتفال بذكرى "ثورة الإنقاذ الوطني"، بل أن أغلب السودانيين أنستهم الأوضاع المعيشية الصعبة ذكرى 30 يونيو، حيث تشهد الأسواق موجات غير مسبوقة من الغلاء وارتفاع أسعار السلع خاصة خلال شهر رمضان. من جانبها ظلت الحكومة منذ 3 أعوام تتعامل مع ذكرى "الثورة" بحياء، إلى الحد الذي بلغ تناسيها كليا، وإلغاء العطلة الرسمية التي كانت تمنح في هذا اليوم، وهو ليس بالأمر المألوف لأنظمة الحكم التي وصلت إلى السلطة عبر الإنقلابات العسكرية، فقد تمسك نظام الفريق إبراهيم عبود بإحياء "ثورته" في 17 نوفمبر من كل عام، منذ وصوله إلى السلطة في 1958. كما جعل المشير جعفر نميري من 25 مايو يوما رسميا للاحتفال ب"ثورة مايو" منذ وصوله إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في 1969، حيث كانت تشهد مدن السودان في هذه الذكرى كرنفالات صاخبة وتشدو الإذاعة والتلفزيون بأناشيد "الثورة الفتية". ويرجح معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر، ل"سودان تربيون" أن يكون تجاوز الاحتفال بذكرى 30 يونيو عائد إلى تركيز الحكومة على الاحتفال بذكرى استقلال السودان الذي يصادف أول يناير من كل عام، بجانب انتهاج "الإنقاذ" سياسة انفتاحيه تجاه القوى السياسية الأخرى. ويرى نمر أن 30 يونيو، تاريخ مهم للسودان "أيا كان تقييم الآخرين للإنقاذ"، ويؤكد أن الإنقاذ منحت السودانيين الهوية، بجانب تنفيذ مشروعات كبيرة وعديدة في مجال البنية التحتية. ولم ترصد "سودان تربيون" أية مظاهر في الخرطوم للاحتفال بذكرى 30 يونيو، ولم تعلن السلطات أي تدشين أو افتتاحات خلال، الإثنين، سوى نشاط لمنظمة "الشهيد" لتوزيع ما يعرف باسم "فرحة الصائم" بالخرطوم بحري. وفي الشارع غابت سيرة هذا اليوم الذي كان مجلس الوزراء يعتمده ضمن العطلات الرسمية، وتكثف أجهزة الإعلام الرسمية فيه حملاتها السياسية لصالح الحكومة، كما كانت تعمد السلطات إلى تزيين الطرق الرئيسية بالأعلام واللافتات. ولم يذكر اليوم سوى بعض الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن على طريقتهم، وقال الصحفي طارق عثمان على حائطه في "فيس بوك": "30 يونيو = 25 عاما من الشقاء جنا أهل السودان ثمارها حربا وقتلا وتشردا ونزوحا.. ضاعت خلالها الدولة وانتهكت فيها كرامة أعظم شعب". وعلى "فيس بوك" أيضا نبهت صفحة تحمل اسم "الرئيس السوداني عمر البشير" إلى ذكرى ال 30 من يونيو، وقالت "حدث في مثل هذا اليوم 30 يونيو 1989 مجموعة من الضباط بقيادة العميد عمر البشير ينقذون الشعب من حكم الصادق المهدي". ونشرت الصفحة مجموعة من الصور القديمة للإنقلابيين حينها.