قالت صحيفة "توداي زمان" التركية أن أنقرة في حاجة ماسة للعثور على حلفاء لها، في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، وبخاصة بعد تدهور الأوضاع بالعراق، وأن سياستها الخارجية المضطربة ضيعت عليها فرص عدة لتحقيق ذلك مع قوى إقليمية فاعلة. وأوضحت الصحيفة أن علاقات تركيا الخارجية المضطربة تمتد في المنطقة من إسرائيل إلى سوريا، ومن العراق إلى مصر، ومن دول الخليج إلى إيران. وبحسب الصحيفة يظن بعض الخبراء أن الأزمة العراقية قد تدفع بتركيا إلى تقديم السلام إلى الأنظمة التي هي على خلاف معها، مضيفة أن تركيا تكافح اليوم في العثور على شريك موثوق به في المنطقة للتعاون معه، في الوقت التي تواجه العراق مخاطر الانجرار نحو حرب طائفية. وبينت الصحيفة أن سياسات تركيا الخارجية أدت في السنوات الأخيرة إلى أن تصبح الرجل الغريب في المنطقة، فقد فضلت إتباع سياسة "حرق الجسور" بدلا من "الاتفاق على عدم الاتفاق" حول القضايا المتنازع عليها مع دول المنطقة: مثل خلافها مع مصر منذ الإطاحة ب"مرسي". وهكذا فقد فقدت تركيا حليفا قويا في وقت الذي تواجه فيه ضغطا بسبب الحرب الجارية في سوريا وعلاقتها الباردة مع العراقوإيران، وذكرت توداي زمان أنه على الرغم من أن قطر قد ظهرت لفترة كالشريك الأكثر ثقة لتركيا في دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، لكن التنازل غير المتوقع من أمير قطر العام الماضي لابنه ولي العهد الشيخ "تمام"، وضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل هذا التحالف بين البلدين. وبالنسبة للعلاقات التركية السورية أوضحت الصحيفة إلى أنها وصلت بالفعل لطريق مسدود، فوفقا لمحللين المشكلة الرئيسية في سياسة تركيا نحو سوريا، هي وضع مسألة الإطاحة بنظام "الأسد" على رأس أولوياتها.