منذ اندلاع ثورة يناير 2011، لم يمر على المصريين شهر رمضان إلا تحت حكم مختلف عن العام الذي يسبقه، فقد مر رمضان الأول بعد الثورة تحت حكم المجلس العسكري في الفترة الانتقالية، وتلاه رمضان الثاني تحت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الإخواني، ثم نصل لرمضان تحت حكم الرئيس السابق عدلي منصور، وصولًا لرمضان المقبل بعد أيام، تحت حكم الرئيس "عبد الفتاح السيسي" كل هذه التغيرات السياسية، قد لا تشغل قطاع عريض من الكادحين الذين لا يشغلهم قبل رمضان بأشهر إلا شيء واحد، كيف سيدبرون أموالاً لشراء مستلزمات رمضان من ياميش ومواد غذائية؟ يشهد هذا العام ارتفاعًا جنونياً في أسعار الياميش، حيث وصلت لفة " قمر الدين " إلى 45 جنيهًا، والتين النصف كيلو 14 جنيه، وجوز الهند إلى 28 والزبيب إلى 25 المصري و32 إيراني . ونرى أن الأحداث السياسية الدولية، لم تؤثر كثيرًا على منتجات رمضان، فنجد أن الأحداث التي تشهدها سوريا لم تمنعها من تصدير " قمر الدين " لدول عديدة أهمها مصر، والذي يحتل بها المركز الأول من حيث الجودة، كما لم تمنع العلاقات المتدهورة بين مصر وتركيا، استيراد مستوردين مصريين، لكميات هائلة من التين التركي، والذي يبلغ سعر الكيلو 38 . ويقول "محمد عبد الفتاح" 56 سنة، موظف من السويس، إنه أنفق 800 جنيه حتى الآن ، بعد ساعة قضاها بشارع شميس التجاري بالسويس، ولم يشترى سوى "4 كيلو لحم و 5 فراخ وكام كيلو بلح وزبيب وجوز هند وتمر وكركديه وعين جمل وقمر الدين وتين وقراصيا وسوداني"، وتعجب سائلًا وهو المرتب فيييه كام 800 جنيه؟؟ ورأت "أمينة عبد الهادي" 37 سنة ، ربة منزل ، أن الحل الوحيد هو تصنيع الياميش في مصر، لرفع جزء من ذلك العناء عن كاهل المواطن، وها نحن الآن بدأنا هذا العام بتصنيع قمر الدين بجودة متواضعة، صحيح أنه لم ينافس جودة السوري، لكنه لا يتعدى سعره 10 جنيهات للفافة . واقترحت عبد الهادي وضع الياميش على المقررات التموينية في السنوات المقبلة حتى يوفروا العبء على المواطنين ومراقبة الأسعار التي يستغلها كل تاجر لصالحه . هذا ولم يتوانى بعض التجار عن استحداث حيل ل " جر رجل الزبون " لبضاعته، حيث استغل التجار الاحتقان السياسي بين الإخوان وأنصار مرسي المعزول من ناحية ومؤيدي الرئيس السيسي من ناحية أخرى، لخلق وقودًا لسباق تجاري بين بلح يحمل أسم السيسي ونوعًا آخر يحمل أسم مرسي، حتى تحولت أدراج التجار لصناديق استفتاء، لتقييم جماهيرية كل منهما . وقال "رجائي العطار" أحد العطارين بشارع شميس التجاري بالسويس، إن الإقبال على الياميش مازال ضعيفًا حتى آخر أسبوع في شهر شعبان، وأرجع ذلك لارتفاع أسعار معظم الياميش، وأضاف أن البلح هو السلعة الوحيدة التي لم يرتفع سعرها هذا العام بشكل ملحوظ .