تقول مجلة "سليت" الأمريكية في نسختها الفرنسية إن الاهتمام والمساعدات المقدمة من دول الخليج لمنطقة المغرب العربي تتزايد منذ عدة سنوات، فقد أظهرت عدة دول في مجلس التعاون الخليجي بالفعل اهتمامًا متزايدًا بدول المغرب منذ بداية الثورات العربية ساعية لكسب مزيد من النفوذ في شمال إفريقيا. ولتحقيق هذه الهدف، فإنها تستخدم عدة وسائل سياسية ومالية، ففي ديسمبر الماضي، منحت قطر المغرب 1.25 مليار دولار، في إطار المساعدات المالية التي تبلغ خمسة مليارات دولار، والتي تقدمها أربع دول خليجية، من بينها قطر والمملكة العربية السعودية. وتوضح المجلة أن الهدف المعلن هو تعزيز البنية التحتية، وتعزيز اقتصاد المملكة المغربية، وقد جرت مناقشات أيضًا لتخصيص حصة أكبر من الصناديق السيادية الخليجية، التي يبلغ حجم السيولة فيها 1.300 مليار دولار، للمشاريع الكبرى في البلاد. وقد تم بالفعل إنشاء صندوق استثماري سيادي، يسمى "وصال كابيتال" "يضم الإمارات العربية المتحدةوقطر والمملكة العربية السعودية والكويت والمغرب" في ظل الثورات العربية بقيمة 3.4 مليار دولار لدعم المغرب والأردن، وسوف يستثمر أكثر من 700 مليون دولار في البنية التحتية السياحية لميناء الدار البيضاء. من ناحية أخرى، انهالت المساعدات من دول الخليج العربي على مصر، منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي، فقد تعهدت السعودية والإمارات والكويت بتقديم مساعدات قدرها 12 مليار دولار عقب عزل الرئيس مرسي في يوليو 2013 في شكل منح وودائع بالبنك المركزي ومساعدات بترولية. وترى المجلة أنه إذا كان الدافع هو الرغبة في مساعدة الاقتصاديات الهشة على التعافي، بعد ثلاثة سنوات من عدم الاستقرار، فإن معايير منح هذه المساعدات وتوقيتها تبرز وجود أهداف سياسية متناقضة في بعض الأحيان. وتضيف أن قطر هي حامية جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1950، وذلك بعد حلّها على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مصر، ونهاية علاقاتها في 1990 مع السعودية؛ بسبب دعمها لغزو صدام حسين للكويت. وهذا أحد الأسباب الرئيسية لدعم الدوحة لحزب راشد الغنوشي، الذي حصل على أكثر من ثلث مقاعد الجمعية التأسيسية التونسية خلال أول انتخابات ديمقراطية في البلاد عام 2011. أما بالنسبة للسعودية التي لم تتقبل بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، أكبر صديق إقليمي لها، فإن دعمها للسلطات المصرية الحالية يأتي في إطار البراجماتية السياسية التي تهدف إلى إبعاد الإخوان المسلمين من الساحة السياسية. وتشير المجلة إلى أن الخوف من امتداد رياح الثورات والديمقراطية في المغرب، فضلا عن صراع النفوذ، هو الدافع للمساعدات المقدمة للعاهل المغربي الملك محمد السادس في بداية الانتفاضات العربية، فدول الخليج تخشى سقوط الملكية السنية الوحيدة في المغرب العربي، حيث إن المغرب مثل الأردن، دعيت للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي. وتهدف مساعدات الخليج إلى تعزيز الدول ذات الأغلبية السنية، في إطار اختبار القوة الإقليمية بين "المحور الشيعي" بقيادة إيران، و"المحور السني" الذي يتنازع على قيادته تركياوقطر والسعودية، على حد قول الصحيفة.