طفل لم يتجاوز عمره بعد 13 عامًا، يلهو ويلعب مع أقرانه في قريته "كفر عزاز"، التابعة لمركز أبو حمص بالبحيرة، لم يكن يعلم يومًا، أنه لم يعد قادرًا على اللعب بسبب إهمال المسئولين في بلده، والذي أدى إلى فقدانه ذراعيه، بعد نجاته من الموت صعقاً بكهرباء محول القرية وإصابته بحروق بالغة أدت إلى بتر ذراعيه الاثنين. يقول الطفل "محمود كامل" 13سنه، تلميذ في الصف السادس الابتدائي بالتعليم الأزهري، إنه أثناء توجهه إلى مسجد قريته وعند اقترابه من كشك كهربائي مكشوف دون غطاء فوجئ بقوة الكهرباء تجذبه نحوها ولم يشعر بنفسه سوى في المستشفى وقد فقد ذراعيه تمامًا". تحولت حياة محمود وأسرته إلى جحيم فقد اضطر والده الذي يعمل "عامل زراعي باليومية" إلى العودة إلى مصر بعد شهر واحد من سفره إلى السعودية بعدما اقترض تكلفه رسوم العقد ووقع على إيصالات أمانة للدائنين. وتروي "زينب محمد عبد العزيز"، والدة الطفل، الواقعة، قائلة: "إنها أثناء وجودها بالمنزل فوجئت بالحيران يصرخون "الحقي يا أم محمود الكهربا سحبت ابنك، فخرجت مسرعه لأجد أولاد الحلال حاملين محمود وأيديه محترقة تماما وذهبنا به إلى مستشفى كفر الدوار العام ولم يسعفنا بها أحد ونصحونا بالتوجه إلى مستشفى رأس التين بالإسكندرية المتخصصة في الحروق، وتم بتر ذراعيه تمامًا نتيجة إصابتها ب"غرغرينة".، لافتة إلى أن أحد الأطباء خارج المستشفى أكدوا أن طفلها تعرض لإهمال طبي أدى إلى إصابة ذراعيه ب"غرغرينة". وحررت والدة الطفل محضر رقم 4177لسنه 2014 مركز أبو حمص ضد رئيس مجلس إدارة شركة غرب الدلتا لتوزيع الكهرباء – بصفته –واتهمته فى المحضر بالإهمال الجسيم الذي أدى لإصابة نجلها وفقدانه زراعيه تماما. من جانبه أوضح محمد نعمة الله, وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، أن التقرير الطبي النهائي سيحدد مدى إمكانية استعمال الطفل المصاب لإطراف صناعية، مؤكدًا أنه سيتواصل مع مسئولي وزارة الصحة لإمكان توفير أطراف صناعية له. فيما أكد مصدر بشركه كهرباء البحيرة، أن عدم وجود غطاء لمحولات الكهرباء يرجع إلى الانفلات الأمني، وهو ما يؤدى لسرقة الأغطية باستمرار.