قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم، إن سلسلة القرارت التي اتخذها رئيس الوزراء "رجب طيب أردوجان" وأولوياته وتطلعاته السياسية الرجعية المعادية للديمقراطية في كل من السياسة الداخلية والخارجية، تعد مناقضة لمصالح تركيا على المدى الطويل، ويجري انتقادها لافتقاره رؤية وأفكار محددة. وأضافت الصحيفة أنه رغم الإصلاحات العملية التي قامت بها الحكومة على مدى العشر سنوات الماضية وإدخال التعديلات على الدستور والقضاء وإبعاد الجيش عن السلطة المدنية، إلا أنه منذ احتجاجات جيزي بارك في اسطنبول وطريقة فض الاعتصام السلمي في الحديقة مثلت الانتقال إلى الحكم الاستبدادي مقارنة بسنوات "أردوجان" الأولى. وأشارت إلى أن نقطة التحول الرئيسية والتي دفعت "أردوجان" للاستبدادية هي فضيحة الفساد الضخمة في 17 ديسمبر الماضي، حيث وطد الكراهية والتمييز في المجتمع، وفي رد فعل قاس على التحقيقات قام بتغيير القضاة والشرطة والمدعين العامين بحجة التطهير، وانخرط في خطوات لضمان سيطرة الحكومة على المجلس الأعلى للقضاة، مما يهدد مبدأ الفصل بين السلطات، فقد سمح للحكومة بتعيين القضاة والمدعين العامين؛ للحفاظ على السلطة القضائية تحت سيطرة السلطة التنفيذية؛ لإفشال التحقيق في قضايا الكسب غير المشروع. وذكرت الصحيفة أن تصعيد حملته ضد حركة "جولن" حرضت على الكراهية في المجتمع من خلال وصفه لهم بالدولة الموازية، مؤكدا أنهم سيدفعون الثمن، مشيرة إلى حجب تويتر ويوتيوب وتقييد حرية التعبير، إضافة إلى أن الاضطرابات السياسية أثرت سلبيا على المؤشرات الاقتصادية والليرة التركية، والمتفق عليه الآن هو أن الاقتصاد التركي أكثر هشاشة وأقل جاذبية للمستثمرين الدوليين. ولفتت إلى أن تعصب "أردوجان" وخلافته مع المعارضة يدل على وجود نمط استبدادي في حكمه، وربما حتى على حساب تدمير كل آليات الدولة، ويدل على تناقض واضح بين تطلعاته ومصالح تركيا، مشيرة إلى السياسة الخارجية لتركيا، وقالت إن البلاد تواجه مشكلات في جهود إرساء الديمقراطية، فقد ضلت أنقرة طريقها إلى مسار الاتحاد الأوروبي، وتخلت عن القيم الأوروبية. وأوضحت الصحيفة أنه في محاولة محفوفة بالمخاطر للإطاحة بالرئيس السوري "بشار الأسد" أقامت تركيا علاقات مع عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، مما دفع واشنطن توجيه انتقادات حادة لأنقرة، وفي بيان اتهمت وزارة الخزانة الأمريكيةتركيا بوصفها نقطة عبور لدعم المنظمات الإرهابية وتمرير الإرهابيين إلى سوريا عبر الحدود المشتركة بين البلدين. واختتمت "توداي زمان" بقولها: بعد تغيير الولاياتالمتحدة سياستها تجاه سوريا، والتخلي عن الضربة العسكرية، تقف تركيا وحيدة في هذه القضية، ولكن ظهرت مشكلة أخرى، بعد أن أكد الصحفي الأمريكي "سيمور هيرش" أن "أردوجان" والمخابرات التركية متورطان في الهجوم الكيمائي بغاز السارين على مدينة الغوطة السورية في أغسطس 2013، بالتعاون مع الجماعات الدولية، مما يضع تركيا في موقف صعب على الساحة الدولية.