ذكرت صحيفة "توداي زمان" أن تركيا ستعيش أوقاتا صعبة مهما كان الفائز في الانتخابات المحلية أو الرئاسية المقبلة، فبالنسبة لكثير ممن يستعدون للتصويت في 30 مارس؛ فإن الانتخابات المحلية تحوم حول جميع القضايا ما عدا القضايا المحلية، حيث أصبحت الديمقراطية في تركيا مسألة حياة أو موت. وأضافت الصحيفة التركية أنه يمكن النظر لهذه الفترة على أنها اختبار لكيفية مرونة حكومة تركيا، فالأغلبية المتطلعة للاستقرار في مواجهة استقطاب حاد، موضحة أنه حتى إذا تمكنت الدولة من تجاوز الانتخابات دون استفزازات عنيفة، فستستمر آثار فجوة الانقسام الحالية لفترة ما بعد الانتخابات. وأشارت إلى أن طريقة تعامل "أردوجان" ودائرته مع مزاعم الفساد والاتهامات الموجهة لهم من إساءة استخدام السلطة، أدت بمعارضي حزب التنمية والعدالة إلى التساؤل: هل أصبح "أردوجان" وحزبه عبئا على الدولة؟، وهل أصبح "أردوجان"عبئا على الحزب؟. وأوضحت الصحيفة أن تركيا اليوم، منقسمة لثلاثة أجزاء، أولا: المخلصين لحزب العدالة والتنمية، ثانيا :الناخبون المترددون، أما الجزء الثالث فهو" حزبا المعارضة واللذان اقتربا كثيرا لبعضهما البعض في الفترة الأخيرة وهما حزب "السلام والديمقراطية الكردي" وحزب "الديمقراطية الشعبية"، مضيفة أنه مهما كانت النتيجة، سيتكثف النضال السياسي بين الثلاثة أجزاء، وهذا ما قدمه "أردوجان" للدولة بعد 12 عاما من حكمه للدولة. ولفتت إلى أن أقصى التوقعات لما سوف يحدث بعد الانتخابات من وجهة نظر الديمقراطية، فإذا فاز حزب "أردوجان" في اسطنبول وحتى إذا خسر بأنقرة، سيتمكن "أردوجان" من إعلان النصر، وسيستمر بكل ما يفعله من استبداد منذ 17 ديسمبر واحتجاجات "جيزي بارك"، فالمظلم الآن سيصبح أكثر ظلاما. أما إذا فازت المعارضة بأنقرة واسطنبول، سيتم الحكم على تركيا بأن تكون سفينة ضعيفة وسط إعصار قوي، وباختصار الانتقام بين الخاسرين والفائزين، وعدم الاهتمام منهم بالدولة نفسها، سيؤدي لتفاقم الوضع أكثر مما هو عليه.