أقام البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية صباح اليوم الاثنين 17 مارس صلاة القداس الإلهى احتفالاً بالذكرى الثانية لنياحة البابا شنودة الثالث، وذلك بكاتدرائية دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وقد شارك في الصلاة لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة. وألقى البابا تواضروس كلمة عن حياة البابا الراحل قال فيها: إننا نعتبر رحيله هو الميلاد السماوي، في مثل هذا اليوم منذ عامين ولد جديدا في السماء وفارقنا بالجسد على الأرض على رجاء القيامة. البابا شنودة علامة فارقة في تاريخ كنيستنا القبطية ووطننا مصر، اسمه محفور في سجل الزمن والتاريخ، نظرا لحياته الطويلة وأعماله الكثيرة التي خدم بها عبر جهاد طويل. فعندما نبحث في حياته نجد أنه ترك لنا سيرة عطرة وتراثا ثمينا؛ منذ أن كان طفلا صغيرا، ثم التحق بالجامعة، فكان طالبا متميزا بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ومحبوبا بين زملائه، وكان يبشر بقامة روحية كبيرة، رغم أنه كان طالبا بالجامعة إلا أنه التحق بالكلية الأكليريكية وصار فيها معلما، وبعد أن عمل لسنوات قليلة بعد التخرج، التحق بدير السيدة العذراء السريان، تحت قيادة الراحل الأنبا ثاؤفيلس الرئيس السابق لهذا الدير. عاش في الدير في حياة النسك، ولم يكتف بالدير فقط، بل بدأ يتجه إلى الوحدة والغربة، بعدها نجده قد توحد لعدة سنوات، ففي حبرية البابا كيرلس السادس أقامه أسقفا لأسقفية جديدة وهي أسقفية التعليم الكنسي، وذاع صيته إلى أن يختاره الله في نوفمبر 1971 ليكون بطريركا للكنيسة القبطية، وظل يقود الكنيسة 40 عاما في سيرة عطرة تمتد عبر الوطن كله وخارج مصر. ورغم ما تعرض له من تجارب إلا أنه كان ذا شخصية صامدة، وصارت سيرته تضارع أهرام مصر. وبهذه الشخصية انتشر في أرض مصر والكنيسة، وانتشر اسم البابا شنودة في كل مكان وصار يعرفه كل المصريين، وعرفه العرب، وعرف بألقاب كثيرة وقدم نموذج للإنسان المخلص، وترك لنا تراثا للمعرفة المسيحية الواسعة، في زمن حبريته، نشر 150 كتابا بلغات متعددة في شتى نواحي المعرفة، فنشر كتابا عن الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة، وكتبا عن المسابقات لينتفع بها خدام التربية الكنسية. وأضاف:"البابا شنودة ألقى محاضرات متعددة، ليس في المجال الديني فقط، فتكلم عن قضايا علمية مثل الاستنساخ، وقضية الشذوذ الجنسي، وترك تراثا، ننتفع به حتى اليوم، ونجد بعض ما ألفه وكتبه لم ينشر بعد". وأوضح أن كنيسة الزيتون أخذت على عاتقها أن تنشر ما لم ينشر، في هذه المناسبة نشرت 3 كتب جديدة، بعضها عن الاختبار والتجربة، والجزء الرابع عن الخادم الروحي، وعن الموعظة على الجبل. وتابع:"كان أول بطريرك يقدم خطابا كما حدث في سوريا في أحد المساجد عندما زارها، وكانت علاقته طيبة بكل الدول العربية، كل من أقابلهم من مسؤولين مصريين أو عرب أو أجانب، لا يخلو حديثهم من ذكر البابا شنودة، حتى أن من يزور مصر لأول مرة قد قرأوا عن البابا شنودة". واختتم تواضروس كلمته قائلا:"نشكر الله الذى أعطانا جوهرة فى زمن حياتنا مثل البابا شنودة".