ظل السياسي العمالي البريطاني «توني بن» يكافح من أجل الديمقراطية والعدالة على مدى نصف قرن, هي عمر عضويته تحت قبة مجلس العموم في ويستمنستر، وتقاعد عن العمل البرلماني في عام 2001, وواصل نضاله من خلال مؤتمرات حزب العمال, الذي انتمى إليه في عام 1942. يعد «بن» معارض شرس لسياسات رئيس الوزراء السابق توني بلير, الذي سرق في رأيه الحزب التاريخي في مواقع العمال والحركة النقابية والنضال وكراهية الحروب, وحوّل «بلير» هذا الحزب للدفاع عن رأسمالية جشعة غير عادلة وتحالُف عدواني مع اليمين المحافظ في واشنطن, بزعامة جورج بوش وديك تشيني, وتولى «بن» عدة مناصب وزارية في حكومتي هارولد ويلسون, وجيمس كالاهان. وظل اليساري البريطاني يناضل داخل صفوف حزبه معبراً عن الأفكار النقابية والعُمالية, رافضاً لكافة أشكال الرأسمالية, التي تستغل العمال وتشن الحروب العدوانية على الدول الخارجية, وكان البرلماني السابق على رأس مظاهرة المليون التي خرجت في 18 مارس عام 2003 تعارض الحرب على العراق وتندد بتحالف بوش وبلير الدموي, ووقف «بن» في جميع الندوات والمؤتمرات يدعو لوقف هذه الحرب وسحب الجنود البريطانيين , لأن العدوان غير شرعي والاحتلال لا يتمتع بغطاء قانوني دولي تسانده هيئة الأمم. وُلد «بن» في لندن عام 1925 لأسرة مرموقة في العمل السياسي والبرلماني، وينتمي أجداده إلى طبقة أرستقراطية معروفة, لكنه قرر التخلي عن كافة الألقاب والامتيازات الطبقية التي تسمح له بدخول مجلس اللوردات , الذي يضم الأعيان وأصحاب الأراضي والأثرياء, ورفض بن أيضاً بعد تقاعده من البرلمان في عام 2001 الحصول على ألقاب تشريفيه لأنه يعارض النظام الملكي ويدعو إلى جمهورية دستورية. وقف في البرلمان مع إضراب عُمال المناجم الذي قاده النقابي الشهير آرثر سكارجيل, كما إنه أيضاً ناصر نقابة عُمال الطباعة ضد روبرت ميردوخ, الناشر الأسترالي الذي اشترى تقريباً شارع الصحافة البريطانية وقام بانقلاب ضد تاريخ طويل من حركة عُمالية نقابية كانت تتمركز في قلب هذا القطاع. كان «بن» في البرلمان صوت اليسار المدافع عن الحرية والحقوق, مع إيمان بالسلوك الديمقراطي والاعتراف بقوة التصويت المباشر والانتخاب الحر. ويعتز دائماً بدور برلمان ويستمنستر, الذي أجهض حكومات يمينية وعارض الحروب على الشعوب الأخرى وكان موقفه من العدوان البريطاني على مصر واضحاً خلال التواطؤ مع فرنسا وإسرائيل في عام 1956 وهو يعتز بهذا الموقف الذي كان من نتائجه إجهاض الغزو الغاشم وانسحاب القوات المعتدية من منطقة قناة السويس. ويقف السياسي البريطاني مع الحق الفلسطيني, وهو يشارك في حملات المناصرة والتجمعات التي تدعو لإنهاء الاحتلال ووقف بناء الجدار العنصري العازل, ووقف «بن» بوضوح ضد عدوان إسرائيل الأخير على لبنان في يوليو الماضي. شارك «توني بن» في كافة المظاهرات والندوات الداعية لوقف التسابق النووي, ودعا إلى تطهير العالم من هذه الأسلحة المدمرة وينتقد بشدة موقف إسرائيل التي تحتفظ بقدرة نووية هي المسئولة عن التنافس الجاري الآن في الشرق الأوسط, وقاد البرلماني السابق المعارضة ضد خطط تجديد سلاح الردع النووي البريطاني الممثل في صواريخ ترايدنت.