سين: ما سر رحلة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأخيرة إلي أمريكا ولقائه بالرئيس جورج بوش. بلير أراد إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعته في بلاده التي تدهورت كثيراً بسبب تبعيته السياسية لبوش وتنفيذه لكل ما يريده بوش. حارب بلير في العراق مع بوش. ورفض هدنة عاجلة بين إسرائيل ولبنان ووقف إطلاق النار لأن بوش لا يريد ذلك. وكانت سياسة بوش واضحة في أنه لن يتحقق السلام بين إسرائيل وفلسطين إلا علي أساس ما تريده إسرائيل وطبقا لشروطها. ولكن بعد هزيمة بوش في الانتخابات الأخيرة في الكونجرس وفوز الديموقراطيين، وصدور تقرير بيكر هاملتون عن العراق والشروط ال 79 التي وضعها التقرير لخروج الاحتلال من العراق ظن بلير أنه يستطيع الضغط علي بوش لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وبالذات بين العرب وإسرائيل. السؤال هو: هل نجح بلير في مهمته؟ والجواب رغم كل ما يقال: لم ينجح. إن بوش مستعد أن يتنازل عن أشخاص مثل رامسفيلد وبولتون ولكنه حتي الآن ليس مستعدا لتغيير سياسته في الشرق الأوسط. إنه يعطي كلاما معسولا عن قيام دولتين في فلسطين ولكنه لم يضغط علي إسرائيل لتحقيق ذلك. ولن يضغط أبدا. فتأييد إسرائيل هدف أساسي له ولحزبه بل وللديموقراطيين أيضاً. وبوش يعرف ذلك وهو واثق أن الديموقراطيين سيؤيدونه في قضية إسرائيل. وكان بلير يتمني أن يحصل علي شيء من بوش. وقد أعلن أخيرا كندال مايرز مستشار وزارة الخارجية الأمريكية أن حزب العمال البريطاني لم تكن لديه الشجاعة لاستبعاد بلير أو لارغامه علي تغيير مواقفه والعدول عن العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة وتأييد بوش. وقال مايرز: أمريكا تجاهلت بريطانيا تماما. ولم تقدم شيئا لبريطانيا أو ترد التأييد الضخم للسياسة الأمريكية. وكان علي بلير أن يبتعد عن أمريكا وسياستها ومواقفها. وأضاف: لم تعط أمريكا أي وزن أو اعتبار لكل ما يقوله أو ينصح به بلير. وتجربة بريطانيا في العراق كان يجب أن تدفع بلير لعدم تأييد الحرب ضد العراق. وبلير كان وظل حتي الآن عاجزا عن أن يأخذ شيئاً من بوش!