الغاز الطبيعي مصدر مثالي ونظيف لتوليد الطاقة.. ولكن ما هو الغاز الصخري؟ الغاز الصخري نوع غير تقليدي من الغاز الطبيعي؛ لوجوده داخل الصخور، ويكون محبوساً بين طبقات تلك الأحجار، وتستخدم لاستخراجه تقنيات حديثة ومعقدة. ومصر بحاجة ماسة للدخول في مجال إنتاج الزيت والغاز الصخري من مصادر غير تقليدية، مما يساعدنا على تأمين احتياجاتنا من الطاقة، فى ظل نضوب مصادرها التقليدية بمرور الزمن والتي يجب تعويضها باكتشافات جديدة. 536 تريليون قدم مكعب غاز صخري، هذا ما كشف عنه تقرير وكالة الطاقة الأمريكية، عن وجود كميات كبيرة من الغاز الصخري في الطبقات الجيولوجية بعدة مناطق داخل مصر، ليصبح الغاز الصخري أحد مصادر الطاقة غير المستغلة حتى الآن، والذي يعد أحد العوامل الممكن الاعتماد عليها في تطوير منظومة الطاقة بمصر. علمت «البديل» من مصدر مسئول رفيع المستوى، أن مصر بدأت تجربة استكشاف عن الغاز الصخري ببير «شمال شرق آمون 3» طبقة صفا العلوية بالصحراء الغربية، وتعد تلك التجربة الأولى لاستكشاف الغاز الصخري. وكشف المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية ل«البديل»، أن خطة عمل قطاع البترول تستهدف العمل على زيادة الإنتاج من الثروة البترولية بتكثيف أعمال البحث والاستكشاف عن الغاز الطبيعي، من المياه العميقة بالبحر المتوسط إلى جانب زيادة إنتاج البترول والغاز من التراكيب الجيولوجية العميقة وخاصة بالصحراء الغربية. وأوضح «إسماعيل» أنه يجرى العمل حالياً على مراجعة موقف الآبار والطبقات الجيولوجية لمناطق الغاز الصخرى ودراسة طرحها في مزايدة عالمية خلال الفترة القادمة للاستفادة منها، مشدداً على أهمية تحقيق أكبر قيمة مضافة لكل ما ينتج من الثروات البترولية فى مصر بما يحقق الاستغلال الاقتصادى الأمثل لها. وقال المهندس عبد الله غراب، وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق: إن أهمية الاعتماد على الغاز الصخري تكمن في كونه مصدراً من مصادر الطاقة البديلة، التي تساهم على المدى البعيد في تطوير منظومة الطاقة في مصر، وزيادة معدلات إنتاج الغاز. وأضاف «غراب»: هناك توقعات بوجود كميات من الغاز الصخري في كل من البحر الأحمر، والصحراء الغربية، ولكن لم يتضح حتى الآن كميات الغاز بتلك المناطق، مشيراً إلى أن استخراج الغاز الصخري يتطلب تقنيات تكنولوجية عالية، غير التى تستخدم في الحقول والآبار البترولية العادية، هذا إلى جانب الاستثمارات الأجنبية المطلوبة لزيادة عمليات البحث والتنقيب واستخراج الغاز. وأشار «غراب» إلى أن قطاع البترول لم يعتمد حتى الآن على الغاز الصخري؛ وذلك بسبب العقود التي تفرض على المستثمرين الأجانب، خاصة وأن مصر ما تزال دولة غير جاذبة للاستثمار، مطالباً بضرورة التوسع في عمليات البحث والتنقيب عن الغاز الصخري لتنويع مصادر توليد الطاقة، ولسد جزء من العجز الموجود بتلك المنظومة. كما أكد المهندس شريف سوسة، وكيل أول وزارة البترول، أن نتائج الدراسات والأبحاث التى قامت بها شركتا «شل وأباتشي»، بمناطق امتيازهما بالصحراء الشرقية، أوضحت وجود احتمالات قوية للغاز الصخرى القابل للإنتاج تقدر بنحو 1.5 تريليون قدم مكعب. قال د. أحمد عبد الفتاح نائب الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول للاستكشاف، إن تقريرا لوكالة الطاقة الأمريكية أشار إلى احتواء مصر على نحو 100 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري و توقع أن مصر تمتلك كميات اكبر من ذلك، وأشار أن فريق العمل في مصر يعمل علي دراسة الغاز الصخري بخطوات سريعة. وأضاف:" هناك تحديات كثيرة نعمل علي تخطيها لتعويض نقص الطاقة لوضع مصر على خريطة لإنتاج الطاقة من مصادر غير تقليدية". وقال: يحتاج استخراج الغاز الصخري مشاركة الشركات العالمية والخبراء المتخصصين لإجراء الدراسات الجيولوجية واستخدام أحدث التطبيقات التكنولوجية". وحول احتياطي مصر من الزيت الصخري، قال نائب رئيس هيئة البترول، إن الدراسة الأمريكية قدرت احتياطي مصر من الزيت الصخري، بنحو 4.6 مليار برميل. وعلى جانب آخر ، يبلغ احتياطي البترول الخام والمتكثفات التقليدية في مصر نحو 4 مليارات برميل طبقا للبيانات الصادرة عن الهيئة في نهاية يونيو الماضي"جزء من الاناضول" .ولكن هذا الرقم ديناميكي ويزداد بزيادة الاستكشافات البترولية. وأشار أنه لاستخراج الغاز الصخري لابد من تعاون ثلاث إضلاع أساسية وهي الجانب الحكومي والشريك الأجنبي بجانب شركات الخدمات البترولية. وكشف أن الهيئة تعمل بالتعاون مع كل الشركات المشتركة العاملة في الصحراء الغربية ممثلة في قارون، خالدة، بدر الدين و عجيبة خلال المرحلة الراهنة في محاولة لدراسة الغاز الصخري والبحث عنه ودراسة مدي قيمته الاقتصادية. وأضاف أن تجربة خالدة تعد التجربة الأولي بمصر للغاز الصخري، مشيرا أن تلك التجربة ستعبر بدراسة الغاز الصخري إلي مرحلة أخرى لحسم موقفه بمصر والقيمة الاقتصادية له، ومن ثم الانطلاق لوضع رؤية مستقبلية لإبرام اتفاقيات مع الشركاء الأجانب. أضاف نائب رئيس الهيئة ، أن البنية التحتية بمصر جيدة ولكن إن تم اكتشاف كميات هائلة من الغاز الصخري سيحتم أعاده تطوير البنية التحتية لتستوعب التطورات. واختتم د. عبد الفتاح أن تجربة الغاز الصخري بأمريكا ساعدت على رفع المستوى الاقتصادي فيها، بالاضافة لتوفير 10 مليون فرصه عمل. و تتمثل ابرز معوقات الغاز الصخري ضرورة إبرام اتفاقيات مختلفة مع الشريك الأجنبي لتتوافق مع طبيعة تنقيب و استكشاف الغاز الصخري الذي يعد استثماره مكلف و بعيد المدى و يحتاج العديد من الدراسات. وقد أوضح أن تجارب استكشاف الغاز الصخري قد تستغرق من عاميين إلي 3 سنوات، ولكن انتاجه قد يستمر إلى سنوات طويلة. ومن جانبه، قال الدكتور رمضان أبو العلا الخبير البترولي، وأستاذ هندسة البترول بجامعة قناة السويس: إن الغاز الصخري بمصر يواجه العديد من العوائق؛ نظرا لأن الكميات الموجودة منه بباطن الأرض تحتاج للاستثمارات والتكنولوجيا العالية ومعقدة لاستخراجه، مشيراَ إلى أن استخراج الغاز الصخري يحتاج إلى استثمارات عالية وأن العائد منه بعيد المدى. وأضاف «أبو العلا» أن الغاز الصخري أحد البدائل غير التقليدية، لزيادة إنتاج الغاز في مصر، وعلى الرغم من ذلك فإن الغاز الصخري لا يحقق التنمية المستهدفة للطاقة في مصر على المدى القريب.