أكدت الناشطة اليمنية في مجال حقوق الإنسان توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل في السلام مواصلة النضال السلمي حتى إسقاط النظام العائلي بكافة شبكات محسوبياته وأجهزته الأمنية والعسكرية ، وإقامة الدولة المدنية الحديثة على أنقاضه حتى نشهد دولة المواطنة المتساوية وانتقدت كرمان بشدة الجامعة العربية، وما تمخض عنه اجتماعها الوزاري الأخير من قرارات بشأن سوريا وتجاهله للأزمة في اليمن. وقالت في بيان”من دواعي أسفنا وحزننا أنه في الوقت الذي كنتم فيه مجتمعون لمناقشة الثورة السورية وقمع نظام حكم بشار الأسد لها دون خشية من الله أو خشية من الناس، كان هناك نظام آخر يقوده على عبد الله صالح في اليمن يواصل بوحشية حصد أرواح مواطنيه”. وأضافت “لن يجد المواطن اليمنى سببا أو منطقا يبرر لاجتماعكم مناقشة الوضع في سوريا وتجاهله في اليمن”. واستطردت قائلة “إذا كان حظ اليمن من اجتماعكم التجاهل لا الجهل بحاله والتغافل لا الغفلة عن مأساته فإن ما خلصتم إليه في شأن سوريا مثَّل خيانة لدماء المواطنين الطامحين إلى الحرية وشكَّل حماية لنظام فقد مبررات وجوده”. واستنكرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام قرارات المجلس الوزاري العربي بشأن سوريا، مؤكدة أن “قراراتكم بشأن سوريا هي محل استنكار منا وتنديد لأنها صمت آذانها عن صيحة الشعب السوري المطالب بالحرية”. أوضحت بأن الثورة الشبابية الشعبية السلمية ترى في القضية الجنوبية هي القضية المركزية التي ستعمل على حلها باعتبار ذلك مطلبا أساسياً وملحاً لأبناء شعبنا في اليمن الكبير. وتقدمت خلال حفل أقامته الجالية اليمنية بالدوحة لتكريمها أول امرأة عربية تحظى بهذه الجائزة الدولية الرفيعة بالاعتذار عن كل ماعاناه أبناء الجنوب من هدم وإقصاء لشراكتهم الوطنية . واعتداء على ثرواتهم وممتلكاتهم منذ حرب 94 الظالمة ، متعهدة بالعمل بجد وتفان لضمان معالجة عادلة ونزيهة لآثارها ، وكفالة حلها بصورة عادلة ومرضية وأضافت : يمكن القول أن ثورة أكتوبر حققت أهدافها الوطنية ببراعة ، وأن قيمها رأت النور ، وعاشها شعبنا في الجنوب واقعاً حقيقياً ذاقوا حلاوته ونعموا به . وأشارت إلى أن المعيار الأهم لقياس نجاح الثورات يتحدد بمدى تحقيق مبدأ العدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون في الدولة الوطنية الحديثة ، وهو ما تحقق بشكل لا يزال يثير الإعجاب خلال الفترة التي أعقبت الاستقلال حتى عشية الاندماج في دولة الوحدة ، ولولا الانتكاسة التي حدثت لاحقا لمشروع دولة الوحدة الناتج عن ممانعة النظام العائلي الذي أسقطه شعبنا العظيم عملياً وأفقده الشرعية والمشروعية ، ولا زال يناضل لإسقاط بقاياه ، أقول لولا ممانعة ذلك النظام لقيم المدنية ورفضه لمبدأ سيادة القانون والمواطنة المتساوية الذي حققته الدولة الوطنية في الجنوب لكنا لإنزال ننعم ببركة ذلك الانجاز . وقالت أن مدنية الدولة الوطنية في الجنوب تجلت بصورة واضحة في النظرة المتقدمة للمرأة والانحياز لقضاياها ، وما أفضت إليه عمليا من تمكين للمرأة أدى إلى حصولها على كامل حقوقها الإنسانية ، وانخراطها في المشاركة السياسية والاجتماعية على قدم المساواة مع أخيها الرجل سواء بسواء، فلا فيتوا اجتماعيا على خروجها ولا فتاوى دينية تجعل منها عاراً وخزياً يتعين عليه أن يتوارى وراء الجدران . وأضافت قائلة : في ذكرى ال 14 من أكتوبر علينا أن نقدم العهد والوعد بأن نقيم دولتنا الوطنية على أساس من الشراكة ، دولة وطنية نقدس فيها حقوق الإنسان ونعلي من قيم النزاهة والعدالة والإنصاف ، نكافح الفساد ونخلق الفرص المتساوية. وأكدت أن ثورة الشباب وضعت أمتنا في اليمن على ذروة سنام المجد ، وفي ظلها يطل شعبنا اليوم على آفاق مستقبل رحب، لا يحد دون بلوغ طموحاته شيء ، وهو على وشك الانطلاق إلى مجد لا نهائي بعزم لا يلين وثقة قل لها نظير، يحق لأبناء شعبنا المناضل أن يفخروا بأنهم يمتلكون شباباً حياً لا يحطم أنفه شيء ولا سبيل لإذلاله وانكساره ، يحق لأمتنا العربية والإسلامية والإنسانية أن تفخر بهم كجيل جديد مسالم ومناضل وصابر ، قادر على مكافحة الظلم والاستبداد وعلى المساهمة الفاعلة في مسيرة الاستقرار والأمن والتعايش الإقليمي والدولي .