اعداد/ د. هند بدارى – أ ش أ- رويترز فى سابقة تعد الأولى من نوعها بالمنطقة العربية ، فازت الناشطة اليمنية المدافعة عن حقوق الانسان توكل كرمان الجمعة 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجارى بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف والناشطة الليبيرية ليما جبواي . وتعتبرتوكل كرمان أول إمرأة عربية تحصل على هذه الجائزة الرفيعة وهى من أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة و الإنسان في اليمن ،ودافعت كثيرا عن حقوق فئات عديدة من شرائح المجتمع اليمني. وقد شاركت كرمان فى المظاهرات السلمية الاحتجاجية التى تشهدها اليمن منذ أكثر من ثمانية أشهر وقادت خلالها العديد من المسيرات السلمية وسبق أن اعتقلتها السلطات الأمنية أوائل هذا العام عدة ساعات ثم تم الإفراج عنها ،ولذا وصفت بأنها شوكة في جنب الحكومة بعد أن قادت احتجاجات ضد الحكام العرب الشموليين. كما تعهدت في فبراير/ شباط الماضى بتعزيز انتفاضة يقودها الشبان ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما. وقادت توكل كرمان قبل أكثر من سنتين عدة مظاهرات احتجاجية بشكل أسبوعي أمام مقر مجلس الوزراء اليمني أثناء اجتماعاته الدورية الثلاثاءمن كل أسبوع للمطالبة بحقوق بعض الفئات وشرائح المجتمع اليمني قبيل الأزمة السياسية الراهنة . و في عام 2005 ، أسست منظمة صحفيات بلا قيود التي ترأسها وهي صحفية يمنية كرست نفسها للدفاع عن حرية وسائل الاعلام. وأيضا عضو بحزب الاصلاح الاسلامي. وتجدر الاشارة الى أن كرمان كريمة السياسي والقانوني اليمني الكبير عبدالسلام خالد كرمان، صاحب الباع الكبير في القضايا السياسية اليمنية، و عضو مجلس شورى (اللجنة المركزية) لحزب التجمع اليمني للإصلاح ( الإخوان المسلمون أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف اللقاء المشترك) . كما انها كاتبه وناشطة سياسية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود اليمنية وكانت في الأصل أديبة وشاعرة .. ورغم تاريخها النضلى ، تبلغ من العمر 41 عاما فقط ،لأنها من مواليد 7فبراير 1970 بمحافظة "تعز " جنوب اليمن ، وهي المحافظة التي شهدت حركات ثورية خلال العصر الحديث لليمن . وبهذه المناسبة ، قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان إن فوزها بجائزة نوبل للسلام يمثل المرحلة الأولى لمحاكمة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وأضافت كرمان في تصريح خاص لقناة العربية الإخبارية الجمعة أن المجتمع الدولي سيلاحق صالح الذي وصفته بأنه "الإرهابي الأول"، مطالبة المجتمع الدولي والعربي بملاحقته ومحاكمته . وترى الناشطة السياسية أن النظام اليمني سقط بتوحد اليمنيين ومطالبتهم بالحرية والديمقراطية، مشيرة إلى أن جائزة نوبل للسلام تكريم لها وللمرأة اليمنية التي طالما ناضلت من أجل ضمان أمنها وحقوقها المشروعة. ومن ناحيته ، أكد محمود الهتار وزير الاوقاف اليمني المنشق عن نظام الرئيس علي عبد الله صالح أن فوز الناشطة اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام يعد إمتدادا لنضال المرأة اليمنية في الثورة السلمية المطالبة بإسقاط النظام. وقال الهتار - في تصريح خاص لراديو "سوا" الامريكي مساء الجمعة - إن منح جائزة نوبل للناشطة كرمان سيعزز دور المرأة في النضال السلمي، مؤكدا أن المرأة اليمنية سيكون لها أثر كبير في حشد الرأى العام المحلى والاقليمى والدولى لصالح الثورة اليمنية. وأشار الهتار في الوقت ذاته إلى أن المرأة اليمنية سجلت دورا كبيرا في شتى مجالات الحياة وفي دعم الثورة اليمنية، مشيرا إلى أن المرأة تساند الثورة منذ انطلاقها فى كل ساحات الإعتصامات وميادين النضال السلمي. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، قد رحب في بيان رسمى بمنح كرمان جائزة نوبل للسلام ،تضمن أن منح امرأة يمنية عربية جائزة على هذا القدر من المكانة الدولية، يعد إنجازا جديدا يضاف إلى إنجازات المرأة اليمنية التي واجهت التخلف والاستعمار وكانت سندا لأخيها الرجل في تحقيق الإنجازات ،ومنها انجاز الوحدة الذى يعود الفضل الأول في تحقيقه إلى الرئيس علي عبد الله صالح رجل الوحدة ، ورجل السلام ،والمساند القوي لنضال المرأة حتى تنال كامل حقوقها الوطنية والإنسانية وصاحب المواقف الوطنية والقومية والإنسانية النبيلة. كما وجهت الأمانة العامة للجامعة العربية التحيتة الى دور توكل الرائد في النضال السلمي من أجل حماية حقوق المرأة اليمنية والعربية وجهودها من أجل بناء الديمقراطية وتحقيق السلام في اليمن. واعتبرت جامعة الدول العربية أن هذا التقدير الدولي للناشطة الشابة توكل كرمان تكريم لها وللنساء اليمنيات والعربيات في سعيهن لنيل فرص متساوية للتأثير والمشاركة الفاعلة في مجتمعاتهن ووضع حد للتهميش الذي تعاني منه المرأة. وأعلنت الجامعة أن فوز امرأة عربية بهذه الجائزة يشكل اعترافا دوليا بأهمية ومحورية دور المرأة العربية في بناء مجتمع الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية و المشاركة في قيادة المساعي السلمية للإصلاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في إطار يضمن حقوقها ويفتح الآفاق أمامها واسعة من اجل تحقيق طموحاتها.