«الحفناوي»: إيلات جاءت من بريطانيا لضرب المصريين بحريًا لكنها لم تستطع هاني مصطفى: الغارة التي حدثت على إيلات قامت بتلغيم "بات يم" و"بيت شفيع" «أبو غدير»: بعد الغارة الثانبية في 5 فبراير فرّ الإسرائيلون هاربون إلى الأردن لكنهم لم ينجحوا تتصاعد النيران في سماء الخليج.. هلع في الميناء وموتى، وأشلاء يشهدها القاع.. فرحة وكلمات تهتف بقول "الله أكبر" على شاطئ البحر. ذلك بعد أن كان يخيم ظلام على المكان، نجح المصريون في عمل الغارات على ميناء "إيلات" في الخامس من نوفمبر 1970. فلم يكن يعلم الإسرائيليون أن القوات المصرية وخاصة الضفادع البشرية قد قامت برسم خطة مُحكمة، لتدمير المدمرة "إيلات" التي سُميت باسم الميناء، والذي يتواجد بخليج العقبة، أقصى جنوبفلسطين، بجوار خطوط مدينة العقبة الأردنية وطابا المصرية عن طريق عدة من الغارات يعقبها تدمير. واليوم هو الذكرى ال44 لاستهداف "إيلات "عن طريق غارات مصرية، والذي قال عنه الدكتور هاني محمد مصطفى، أستاذ الشئون الفلسطنيبة بمركز البحوث العامة الإسرائيلية والفلسطنية، إن المدمرة إيلات أحضرها الإسرائيلون، وكان لتدميرها أثر سلبي عليهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذه المدمرة هي شيء مقدس، لأنها سميت بذلك نسبة شعب يهوذا عزريا، وما تم ذكره في الكتاب المقدس حول إيلات. وأكد «مصطفى» أن القوات المصرية دخلت إلى المنطقة العسكرية الأردنية، وقامت بالتجهيز النهائي ونزلوا الماء بالفعل مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة، لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة واعتمدوا على السباحة والغطس، وفي منتصف المسافة اكتشف الرقيب محمد فتحي قائد الكتبية التي خرجت من مصر أن خزان الأكسجين الخاص به أوشك على النفاذ، فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة، وأكملوا المهمة بدونه إلى أن وصلوا في منتصف الليل تمامًا إلى ميناء إيلات، بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري. واستكمل "في الساعة 12.20 هجم الملازم أول رامي عبد العزيز بمفرده على "بات يم"، بينما هجم الضابط عمروالبتانوني والرقيب علي أبو ريشة على الناقلة "بيت شيفع"، وقاموا بتلغيمهما وضبطوا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلًا من أربع ساعات، كما كانت الأوامر تنص، ففرد القوات الخاصة له أن يقوم بالتعديل في الخطة الموضوعة حسب مقتضيات الظروف.. وفي الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير بدأت الانفجارات تدوي في إيلات، وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم ولكنهم وصلوا بنجاح إلى الشاطئ الأردني للنجاة من ما حدث". فيما قال دكتور محمد الحفناوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية القديمة والمعاصرة، إن المدمرة ظلت لسنوات عديدة يحدث عليها غارات مفاجئة، فحدثت غارتين قبل تدميرها، مشيرًا أن إيلات هي إحدى المدمرات البحرية التى جلبتها إسرائيل إلى مصر من بريطانيا، وكانت مجهزة بأسلحة جديدة في ذلك الوقت، وسميت بإيلات ويافو طبقًا لمطالب وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت. وأوضح «الحفناوي» أن إسرائيل استخدمت إيلات أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم استخدمتهما بعد ذلك في حرب يونيو 1967، فبعد انتصارها دفعت بالمدمرة إيلات إلى المياه الإقليمية المصرية كنوع من استعراض القوة، إلا أن قوات البحرية المصرية قامت بتدميرها وعلى متنها طاقمها المكون من مائة فرد وطلبة من الكلية البحرية الإسرائيلية، كانوا في رحلة تدريبية عن طريق لانشين صغيرين صناعة روسية على بعد 11 ميلًا بحريًا شمال شرق بورسعيد. وأكد أستاذ الدراسات الإسرائيلية القديمة والمعاصرة أن من قاد هذة العملية في إغراق المدمرة نهائيًا النقيب بحري أحمد شاكر عبد الواحد، الذي استطاع الإغراق بصاروخ لانش صغير، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر أعلى وسام عسكري "نجمة الشرف العسكرية"، وهو أول جندي ينال هذا الوسام وهو على قيد الحياة. ومن جانبه أكد محمد أبو غدير، أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر، أن عقب حدوث الغارة الثانية في 5 فبراير على إيلات هرب من فيها إلى الأردن، مشيرًا أنه في ميناء العقبة قامت القوات بالقبض عليهم التي تتبع المخابرات الأردنية، فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها، وكانت القصة التي ينبغي أن يذكروها في هذه الحالة هي أنهم ضفادع بشرية مصرية ألقتهم هليكوبتر قرب إيلات، وكان من المفترض أن تعود لالتقاطهم لكنها لم تفعل، وأن لديهم توصية بتسليم أنفسهم لأشقائهم في الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها. وأوضح «أبو غدير»، أنه بعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء إيلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي، واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي، وكان ذلك يكبدهم خسائر فادحة فضلًا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.