ما زال الصراع القائم بين ثورتى يناير ويونيو يشغل الساحة السياسية والإعلامية، فهناك آراء كثيرة تجزم بأن 25 يناير هي الثورة الأم، وأن 30 يونيو تعتبر موجة ثورية وليست ثورة منفصلة، والرأى الآخر يؤكد أن 25 يناير ثورة، وأن 30 يونيه ثورة منفصلة لتصحيح ما أفسدته الثورة الأولى – من وجهة نظرهم. وفى هذا السياق يقول د. حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن ثورة يناير هى الثورة الأم، و30 يونيو موجة ثورية أطاحت بنظام جماعة اختطفت الثورة من أصحابها، ومن يروج لتلك الأكاذيب هم أصحاب المصالح مع النظام القديم، الذين يحاولون الاستيلاء على 30 يونية مثلما فعل جماعة الإخوان فى ثورة 25 يناير. ويؤكد الناشط الحقوقى جورج إسحاق أن ظهور رجال مبارك للساحة مرة أخرى، ومحاولة تلميع مبارك نفسه مرة أخرى، يجعل مصر فى خطر داهم إن لم ينظر إلى ذلك، لأن أرامل مبارك يحاولون الآن تشويه الثوار والثورة، ولكن الشهداء والميادين شهود على جرائم عصرهم الفاسد الذى لم يحاسبوا على فساده السياسى حتى الآن، وما حدث فى 30 يونيو ما هو إلا إحدى الموجات الثورية التي تؤكد أن الثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها التى رفعتها منذ اللحظة الأولى. فيما أشار عمرو هاشم ربيع – الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية – إلى أن أخطاء ثورة 25 يناير تمت معالجتها فى 30 يونيو، فهناك قوى سياسية مستبدة تم الإطاحة بها، والثورة الآن فى مرحلة نقاء ثورى دون وجود مستبدين أو مستنفعين، مؤكدًا أن ثورة يناير وثوارها يواجهون الآن حالة من التشويه فى محاولة من أصحاب مصالح النظام القديم لتحويل أنفسهم إلى شرفاء مشاركين في الثورة، ولكنهم سيفشلون. ومن جانب آخر أكد أبو العز الحريرى البرلمانى السابق أن ثورة مصر كانت على مرحلتين، الأولى كانت فى 25 يناير، والموجة الثانية فى 30 يونيو، والثالثة فى الطريق إن لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية فى مصر، وإن لم تتحقق أهداف ومطالب الثورة، وأن أى تشويه ل25 أو 30 يونيو فهو من أصحاب المصالح الطامعين في الاستيلاء على ثروات مصر والسيطرة على مجريات الأمور.