أعادت الترجمة العربية لرواية «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة التركية إليف شافاق، سيرة مؤسس المولوية ورقصة الدراويش «جلال الدين الرومي»، للشارع المصري، بعد إقبال القراء على شراء الرواية في الفترة الأخيرة الماضية. وعلى الرغم من رحيله عن عالمنا منذ 740 عامًا، وصدور الرواية -التي تناولت حياته وحياة شمس الدين التبريزي، ومدى تأثرهما ببعض، ومدى تأثر اللغة والأدب الفارسي بهما- في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة عام 2010، إلا أن ترجمة خالد الجبيلي للعربية في 2013 ألتف حولها جمهور القراء بالعربية. غدًا.. يتذكر العالم رحيل «جلال الدين الرومي»، أو كما عرفه العالم باسم «مولانا»، الذي ترك بعد وفاته موروث كبير من الأشعار والدراسات الصوفية، عادة ما تصنف إلى «الرباعيات، ديوان شمس تبريز، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة، رسائل المنبر». وكانت لمؤلفاته التأثير الكبير في الأدب الفارسي والتركي والأوردي، كما أثر في التصوف، وتمت ترجمة العديد من مؤلفات جلال الدين (البلخي) إلى اللغات العالمية المعاصرة ومن ضمنها اللغات الأوربية، كما غنى نجوم موسيقى "بوب جربيون" ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص. واعتادت تركيا تنظيم احتفالية "ليلة العرس"، بحضور مسؤولين رفيعي المستوى، ففي العام الماضي شارك فيها الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدارأوغلو، ونائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وغيرهم من المسؤولين. وتقام الاحتفالية عادة بولاية قونيا، المكان الذي اختتم فيه «مولانا» حياته، حيث مدفنه، وتسمى ب"ليلة العرس"، لأن الرومي كان يعتبر الموت لقاء بالحبيب، أي الله تعالى، ليصبح مدفنه هناك مزارًا لمحبيه يستلهمون منه قواعد الحياة مؤثرًا في الخلائق بالموسيقى. إلا أن الوضع في مصر بالنسبة لأفكار "الرومي" يختلف عن تركيا، فعلى الرغم من إصدار المركز القومي للترجة عدد من كتبه ك"المثنوي"، وإصدار هيئة الكتاب أيضًا مختارات مترجمة من ديوانه "شمس تبريز"، لكن لابد من العودة إلى إليف شافاق، ورواياتها «قواعد العشق الأربعون». فمن خلالها كون القارئ بالعربية شخصية "الرومي"، فقرأ فصولها ال5 «الأرض: الأشياء التي تكون صلبة متشربة وساكنة، الماء: الاشياء السائلة تتغير ولا يمكن التبؤ بها، الريح: الاشياء التي تتحرك تتطور وتتحدى، النار: الأشياء التي تدمر وتتحطم، العدم: الأشياء الموجودة من خلال غيابها». واستطاعت الروائية التركية الأكثر شهرة هذا العام، من إبراز أفكار "الرومي والتبريزي معًا"، فدائمًا ما تجد القراء يدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، بقاعدة من هذه القواعد، كمثال: «إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب لا من الرأس/ فأجعل قلبك لا عقلك دليلك الرئيسي/ واجه، تحد، وتغلب في نهاية المطاف علي (النفس) بقلبك/ إن معرفتك بنفسك تقودك إلى معرفة الله». صحيح أن الشاعر المصري المتصوف «عمر بن الفارض» عرف بأنه سلطان العاشقين، إلا أن كثير من قراء العربية اعتبروا «الرومي» رمزًا للعشق، ما يبرز قيمة سرد «شافاق»، الذي نجح في تجسيد شخصية وفكر «مولانا»، وأهمية أن تتناول الأعمال الروائية التعريف بالشخصيات التاريخية، وتقديم أفكارهم بشكل قصصي.