هاجت وماجت شعوب المسلمين فى كل مكان وباختلاف الزمان,حسب التوقيت الزمنى لكل شعب منهم الا أن الأجماع على مناهضة "أنغولا" وشجب هدمها لمساجد المسلمين , كان حديث الساعة.. ورافق تلك الشعوب المسلمة فى هياجها , تلك المواقع الالكترونية المنتشرة على الشبكة العنكبوتية بشجب موقف تلك الدولة الأفريقية ,وسبها والتحريض عليها بل حتى تصنيفها بأنها أحد أعداء الإسلام والمسلمين فى العالم .. وما لم يجهد هذا الشعب فيه نفسه هو ورفقائه تقصي الحقيقة ونسوا قول النبي الكريم " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".. والحقيقة يا سادة إن جمهورية "أنغولا" بريئة فيما نسب اليها .. "فأنغولا" لا يوجد بها مساجد لكى تغلق وذلك لأن "أنغولا" والتى تبلغ مساحتها 198 الف كيلو متر مربع عدد المساجد فيها ,خمس مساجد,خمس مساجد فقط ,5 مساجد صغيره الحجم, اثنان منها فى لواندا العاصمه و(تسع 250 مصلى),واثنان فى مقاطعة كواندو كوبانغو الحدوديه مع دولة زامبيا (تسع80 مصلى ), اما المسجد الأخير فيوجد فى مقاطعة أويغه الحدودية مع دولة الكونغو الديموقراطية و( يسع 150 مصلى ) .. "انغولا" لا يوجد بها مسلمون لكى يتم فرض حظر على ممارستهم لشعائر الدين الإسلامى, فتعداد سكانها يبلغ 20.4 مليون نسمه تقريبا (تعداد 2012) يدين 53 % منهم بالديانة المسيحية و 47 % الباقية فيدينون بديانات محلية وثنية و عدد المسلمين هناك لا يتعدى80 ألف مسلم جميعهم من الجالية اللبنانية والسورية و الجاليات الاسلامية من دول غرب افريقيا "انغولا" التى لا يوجد بها مسلمون لم تصدر قرارا بحظر الدين الاسلامى وانما اصدرت قرارا بمنع توصيف المسلمين فيها بالطائفة الاسلامية .. بمعنى ان القوانين السارية فى" انغولا " لا تسمح للطوائف المختلفة عقائديا عن الديانة المسيحية و الديانات الوثنية المحلية باقامة شعائرها الا بعد موافقة وزارة العدل الانغولية ومجلس حقوق الانسان و بالتالى فقد تم حظر انشطة 200 طائفة دينية (من بينها الطائفة الاسلامية) بعد ان تقدمت تلك الطوائف و الاقليات الدينية بطلبات فى اكتوبر الماضى الى وزارة العدل ومجلس حقوق الانسان لجعلها طوائف مشروعة و معترف بها فى البلاد.. الا ان تلك الطلبات قوبلت بالرفض بسبب قلة الاعداد وعدم قدرة الدولة الفقيرة ( متوسط دخل الفرد اقل من 1.066 دولار سنويا) على تقديم الدعم والرعاية لأنشطة تلك الجماعات فى حال ما اتخذت صفة المشروعية اى ان القرار ليس موجها لا من قريب ولا من بعيد ضد الدين الاسلامى و مبادئه .. ما يثير العجب والنفور أن من تشدقوا بنازية"أنغولا" ونعتوها بالسادية وباضهاد الإسلام والمسلمين تراهم وبلا أستحياء هم من لا يعترفون بحق الآخرين فى ممارسة شعائرهم الدينية , بل يصل الأمر بهم بقتلهم وحرق بيوتهم والتمثيل بجثثهم .. وإذا سألتنى بأمارة اية ؟؟ أقول لك .. إن من يناهضون "أنغولا" لعدم أعترافها بالإسلام ولا بحقوق المسلمين وطبعا تلك أفتراءات , تراهم هم أنفسهم من لا يعترفون بحقوق الآخرين فى ممارسة شعائرهم ويحجرون عليهم بل ويحرقون كنائسهم ,ويدكون فوق رؤسهم أماكن عبادتهم .. وإذا سألتنى المثال ؟؟ أعطيك .. إذا نظرنا الى الشيعة وهى فرقة إسلامية نراهم قتلوا منها شبابا وشيوخا ومثلوا بجثثهم ,ومنعوهم من الأحتفال بذكرى تدمى قلوبهم "مقتل الحسين رضى الله عنه وأرضاه " بل حتى أغلقوا فى وجوههم أبواب مسجده للصلاة .. مازلت أكرر السؤال وبتعجب ما وجه أعتراض من يعترض ؟! ولماذا يرى نفسه كمسلم مضطهد ؟! فإن صح ما صح فإن" أنغولا " فعلت بمسلميها مثلما تفعل أنت بالضبط .. تعترفون بالديانات السماوية وتتناسون أن كل ديانة هى سماوية عند أهلها , تتكلمون عن أحترام الأديان وتتناسون أنكم أول من يزدرى دين الآخر بل تراه غير موجود أساسا ولا تعترف له بأى حقوق .. عندما يكون ذلك هو التفكير السائدعند أكثر المسلمين , عندما يكون اضطهاد الأقليات أمر عادى , عندما يسحل الشيعى حسن شحاتة ويقتل وتمثل بجثته وتدور التعليقات بين التهليل لقتله أو الصمت المتواطئ .. عندما يخطف حامد عبد الصمد , عندما تهد الكنائس فوق رؤس أصحابها بدعوى عدم الترخيص , وعندما يكون أبو إسلام وأبو الإيمان وأم البراء مصادر فتواكم , وطالما بن لادن هو السوبر هيرو لمعظمكم والجهاد هو ذروة السنام فى قرارة نفس كل مسلم، أيا كان تعريف هذا "الجهاد".. فلا تحادثونا عن أفكاركم الملائكية طالما لا تترجم على أرض الواقع .. وأن تستقيموا يرحمكم الله