نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية مقالا لها اليوم حول الاتهامات التي وجهتها إيران لبعض الدول الغربية بافشال مفاوضات جنيف مع المجموعة السداسية لأجل تسوية قضية البرنامج النووي الخاص بطهران. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من توقعات نجاح المحادثات التي جمعت إيران والمجموعة السداسية كانت قوية، إلا أنه لم يتم التوصل لتسوية فيما يخص برنامج طهران النووي، مضيفة أن فهم دوافع بعض الدول التي عرقلة الوصل لحل ما زال يصعب فهمها. و أشارت "ساينس مونيتور" إلى أن معظم الخبراء يظنون أنه سيكون هناك اتفاقية بين طهران والمجموعة السداسية في المستقبل القريب، حيث أوضح الصحفي "سيرجى ستروكان" أن التفاوض وصل إلى نقطة اللا رجعة، فيجب أن يكون هناك اتفاق و لكن المسألة مسألة وقت لا أكثر،و أضاف " ستروكان" أن تفاصيل اللقاء مازالت سرية ، لكنه من المرجح أن الخلافات بخصوص الاتفاق ليست إلا عقبات بسيطة سيتم تسويتها قريبا. و تابعت الصحيفة بأن هناك تعليقات لوزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" تبين أن إيران هي من تراجعت عن الاتفاق الذي كان على وشك الانتهاء، لكنه ما زال يأمل في استمرار المفاوضات حتى يتم تلبية مطالب الجميع. و أوضحت "مونيتور" أن روسيا أنكرت بشكل قاطع تصريحات " كيري" مشيرة إلى أن هناك طرفا آخر عطل التوصل لاتفاق، حيث أشارت إلى قول مصدر بوزارة الخارجية الروسية : "إن مسودة الوثيقة التي أعدها الأمريكان كانت مقبولة لدى الإيرانيين و لكنهم لم يتوصلوا لقرار نهائي ، لكن هذا لم يكن خطأ إيران". و أضافت الصحيفة الأمريكية انه كان هناك ادعاءات حول أن روسيا هي التي وقفت في طريق المفاوضات خائفة من إخراج إيران من عزلتها الدولية و أن هذا قد يضر مصالحها الجيوسياسية، على الرغم من قول وزير الخارجية الروسية "سيرجى لافروف" : "أن روسيا على استعداد لدعم المسودة الأولى و مسودة التفاهم الثانية التي تم الاتفاق عليها في نهاية مؤتمر " جنيف". و لفتت الصحيفة إلى أن فرنسا و ليست روسيا هي التي عرقلت التوصل لاتفاق خلال اللقاء الذي جمع إيران والمجموعة السداسية عبر ادخالها شروط جديدة على الاتفاق في اللحظة الأخيرة مما دفع الوفد الإيراني إلى قطع المحادثات و العودة إلى طهران لإجراء المشاورات مع حكومتهم. و أنهت الصحيفة الأمريكية مقالها بأن روسيا حافظت على علاقاتها مع إيران على مر سنين عزلتها، مضيفة أنه حال إلغاء العقوبات المفروضة على إيران سيفتح المجال لوجود صفقات أسلحة و مشاريع هندسية كبرى بين طهران وموسكو.