تصدرت جولة المفاوضات النووية بين إيران والمجتمع الدولي بجانب الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني صفحات كبرى الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء. وذكرت صحيفتا (ذي كريستيان ساينس مونيتور) و(يو اس أيه توداي) الأمريكيتان أن سرية المحادثات النووية بين إيران ومجموعة "5 +1" تثير حفيظة المتشددين في طهران. ومن جانبها ذكرت (مونيتور) أن سرية المحادثات النووية بين إيران ومجموعة دول( 5 +1-) وهي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي " الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين" بالإضافة إلى ألمانيا - جعلت الأصوات المتشددة في إيران تزعم أن الولاياتالمتحدة كانت لها اليد العليا في سير هذه المحادثات التي جرت قبل أيام بجنيف في سويسرا. وأفادت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - بأن المتشددين الإيرانيين أرجعوا تفاؤل الولاياتالمتحدة حيال المحادثات النووية إلى قيام بلادهم بتقديم العديد من التنازلات لإرضاء المجتمع الدولي، إذ أن السرية التي تحيط بما جرى على طاولة المفاوضات جعلت مثل هذه الاتهامات تطفو على السطح. وقالت الصحيفة إن "متشددي إيران عكفوا طيلة الأيام الماضية على توجيه الانتقادات لفريق التفاوض النووي الإيراني، واعتبروا أن السبب وراء سعادة واشنطن بنتائج محادثات جنيف يكمن في موافقة طهران على تقديم العديد من التنازلات في مقابل الحفاظ على سرية محتوى هذه المحادثات – الأمر الذي جعلها بمثابة حجة لإثارة الشبهات وتأجيج الانتقادات". ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي رفيع المستوى – قوله تعليقا على محادثات جنيف - إن فريق التفاوض النووي الأمريكي لم يجر فقط مثل هذه المحادثات المكثفة والمفصلة والواضحة والصريحة مع إيران خلال العام ونصف العام الماضيين اللذين شهدا العديد من المحاولات الفاشلة للتواصل مع طهران. من جانبه، ردد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ذات النبرة الايجابية التي رددها المسئولون الأمريكيون..قائلا:" إن ثمة خطوة مهمة للغاية قد تحققت في محادثات جنيف، لذلك فإن طهران تنظر إلى المستقبل بنظرة متفائلة". وأوضحت الصحيفة أنه لا تزال توجد اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين إيران ومجموعة" 5 +1"، وهو ما عبر عنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قائلا إن "الطرفين مازالا متباعدين بمسافة كيلومترات ".