سادت حالة من التضارب والانقسام حول إمكانية التوصل إلي اتفاق بين إيران والغرب خلال محادثات جنيف الماراثونية التي استمرت علي مدار4 أيام, فقد أعلنت طهران أن الطرفين يقتربان من التوصل إلي الاتفاق علي الرغم من وجود بعض الخلافات البسيطة, بينما توقعت موسكووواشنطن وبرلين وجود فرصة حقيقية لإبرام صفقة. جاء ذلك في الوقت الذي اعترفت فيه لندن وباريس بصعوبة المحادثات. ومن جانبه, أعلن عباس عراقجي رئيس المفاوضين الإيرانيين النوويين أن' نقطتي خلاف أو ثلاثا ما زالت قائمة' بين إيران ودول مجموعة'1+5' خلال المفاوضات الراهنة. وأوضح عراقجي أنه علي الرغم من هذه الخلافات إلا أن' الطرفين يقتربان من اتفاق, وأنه يجب أن نري ما إذا كان ممكنا تسوية الخلافات'. وقد التقي مندوبو إيران ومجموعة'1+5' علي مستوي نواب الوزراء ومديري الشئون السياسية, فيما قرر وزراء خارجية أمريكاوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا الانضمام للمحادثات. وفي الوقت ذاته, أعلن وليام هيج وزير الخارجية البريطاني أن المفاوضات بين طهران والسداسية الدولية مازالت صعبة. وفي غضون ذلك, أعرب سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي- عقب لقائه مع كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني- عن اعتقاده بوجود' فرصة حقيقية' للتوصل إلي اتفاق. وأشار لافروف إلي أنه ظهرت لدي السداسية الدولية وطهران ولأول مرة خلال السنوات الماضية الفرصة الفعلية للتوصل الي اتفاق ويجب الاستفادة من الفرصة المتاحة. ونقلت قناة' روسيا اليوم' عن لافروف خلال لقائه بنظيره الإيراني قوله إن الجانب الروسي سيواصل جهوده من أجل التوصل إلي اتفاقية في مصلحة أطراف المفاوضات وتعزيز الاستقرار والأمن في العالم'. وأضاف أن لقائه مع ظريف ركز علي الجوانب الرئيسية التي تعرقل إيجاد الأرضية المشتركة بين السداسية وطهران. وفي هذه الأثناء, بدا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي متحفظا لدي وصوله إلي جنيف حيث أعرب عن أمله في التوصل إلي اتفاق يحظي بالإجماع إلا أنه اعترف بصعوبة ذلك. ومن جهته,قال جيدو فيستر فيله وزير الخارجية الألماني إن هناك' فرصة واقعية' للتوصل إلي اتفاق نووي. وأضاف فيستر فيله أنه' مازال يتعين القيام بالكثير من العمل من أجل اقتناص هذه الفرصة والتوصل إلي اتفاق. وفي واشنطن, قالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن كيري قرر السفر الي جنيف' في ضوء التقدم الذي يتم إحرازه ومع'الأمل في أن يتم التوصل لاتفاق. وبالتزامن مع محادثات جنيف, حذر موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي النظام الإيراني من أن عليه الاختيار بين القنبلة الذرية وبقائه. واعتبر يعالون أن الشرق الأوسط يعاني من حالة عدم استقرار مرشحة للاستمرار في السنوات المقبلة أيضا. وقال:' يريد الإيرانيون, تحت ستار المظلة النووية التي سيحصلون عليها, دفع أنشطتهم الإرهابية مثل استخدام قنبلة قذرة لضرب أهداف عدة في العالم الغربي, ومن ثم فإنه يتعين علينا ألا نسمح باحتمال وجود إيران نووية, ويجب بشتي الطرق وقف المشروع النووي العسكري الايراني'. وفي الإطار نفسه, ذكرت صحيفة' التايمز' البريطانية أن السعودية تمارس ضغطا شديدا علي القوي الغربية بشأن الاتفاق المزمع إبرامه مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل.ونقلت الصحيفة عن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير المملكة السعودية في لندن كشفه عن حالة القلق التي تخيم علي بلاده حيال البرنامج النووي الإيراني, وأوضح أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في حال فشل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبقية الدول الكبري في كبح برنامج طهران النووي. وأشار إلي أن' كل الخيارات متاحة'.