في بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية وعلى مرتفعاتها التي تطل مباشرة على حدود فلسطينالمحتلة ومستوطنة كريات شمونة الصهيونية اهدت الجمهورية الايرانية الى الشعب اللبناني "حديقة ايران" والتي تم تاسيسها في مكان يستطيع الزائر منه مشاهدة مساحات شاسعة من ارض فلسطينالمحتلة ويكون على بعد امتار من الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني.. هذه البلدة التي شهدت فشل العدو الصهيوني في احتلالها في حرب 2006 وتصدت له فاجبرته كما يروي الاهالي ان ينسحب ويتمركز على تلة في جنوب البلدة كاشفة للمنطقة المحيطة وكانت هذه التلة اخر مكان ينسحب منه العدو الصهيوني بعد فشله في الحرب ، فتقرر تاسيس الحديقة عليها لما لها من بعد معنوي ونفسي .. فموقع الحديقة يحوز على بُعد معنوي في الصراع مع الجيش الصهيوني، إضافة الى إطلالته على فلسطين وجبل جرمق وهو أعلى جبل فيها، كما يطل على الجولان السوري المحتل وعلى قاعدة عسكرية "اسرائيلية" جوية في جبل نيرون، إضافة الى القرى اللبنانية السبع. صمم الحديقة المهندس الإيراني حسام الدين نويس ويروي الاهالي انه قال حين رأى المكان "سأجعل من هذا المكان معتمرا للناس، لأجعل عيونهم شاخصة الى فلسطين"، تم افتتاح الحديقة في عام 2009 وتحتوي على 33 خيمة ترمز لعدد ايام حرب 2006 و ستة غرف زجاجية بها عشب اخضر تشير الى عدد شهداء بلدة مارون الراس وفي تحدي قوي يتقدم الحديقة تمثال ضخم يمثل الدوبلماسيين الايرانيين الذين تم اختطافهم من قبل الصهاينة خارجين من عباءة الامام موسى الصدر الاب الروحي للمقاومة في لبنان ويشير هذا التمثال بقوة باصبعه تجاه فلسطين ، ويتوسط الحديقة نموذج مشابه لمسجد قبة الصخرة بالقدس المحتلة يبدو في الافق خلفية للتمثال ويعلوه علم ايرانولبنان وحزب الله اللبناني .. كما وضع في الحديقة ابراج خشبية يصعد اليها الزائر وبها منظار مكبر ومناظير ليلية يتمكن الزائر من خلاله بسهولة بمشاهدة الاراضي الفلسطينية والتأمل بها .. وقد تجاوز تكلفة إنشاء الحديقة أكثر من 3 مليون دولار الى اليوم، اما الكهرباء فتستمد من الطاقة الشمسية ودخول الحديقة مجاني وعلى شريطها المطل على الحدود تشاهد منطقة العاب كبيرة وضجيج الزائرين وشقاوة الأطفال ومرحهم مع خطواتهم المتنقلة بين الاراجيح والالعاب الموضوعة هناك خصيصا لهم، اضافة الى روائح المشاوي والاطعمة التي تعبق من الحديقة، تظهر استمتاع الاهالي وطمأنينتهم على الرغم من مجاورتهم "الاعداء". طمأنينة يستمدونها "من حمى رجال المقاومة… العين الساهرة دوما والمتأهبة لكل طارئ" حسب رواية الاهالي ..