أوضحت مجلة "أفريكا ريبورت" في مقال لها بعنوان "تعثر السياسيين منذ 2011 في البلاد العربية وتزايد البطالة"، أن مهد الثورة التونسية مدينة "سيدي بوزيد" يسودها شعور بالتحدي يتخلله الإحباط . وأضاف المقال «بعيدا عن المناطق الساحلية السياحية، تحملت المناطق الجنوبية التونسية سنين من الإهمال الحكومي»، مشيرا إلى أنه وفقا لسكان مدينة "بوزيد"، فإن الدكتاتور الآن هو حزب النهضة الإسلامي، المنتخب بعد نهاية حكم "زين العابدين"، الذي استمر 24 عاما، وفجرت تونس الربيع العربي، ومهدت للعالم العربي فرصة لبناء ديمقراطية مستقرة، لكن لم يتغير الكثير منذ تضحية "محمد بوعزيزي" بنفسه تلك التي ساعدت على الإطاحة بالرؤساء المستبدين فى العالم العربي. وأشارت المجلة إلى الشوارع غير المرصوفة، قائلة «انظروا إلى الشوارع، لم يخلق حزب النهضة هذه الفوضى، ولكنه لم يفعل شيئا لحلها»، موضحة أن شمال تونس تعتمد على السياحة، متسائلة، هل يريدون تقسيمنا إلى بلدين، شمال وجنوب؟"، مؤكدة «لم يقتصر الغضب على الركود الاقتصادي الذي قضى على آمال سكان المناطق الريفية فقط، ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة التضخم، ولكن زاد الاستياء من تراجع المؤشرات الاقتصادية، والتأجيل المتكرر للانتخابات في الأسابيع الأخيرة، فعندما رأى الحزب مصير حلفائه من جماعة الإخوان المسلمين بمصر، سعى لتهدئة الغضب بالشوارع التونسية». وذكرت "أفريكا ريبورت" أن بوادر التحسن بدأت في 28 سبتمبر بضغوط دولية ومحلية، ووافق حزب النهضة على استكمال المحادثات مع المعارضة، فمن الناحية النظرية أدى الحوار إلى قانون انتخابي جديد، والموافقة على الدستور في غضون 3 أسابيع، وبعد 5 أشهر تستقيل الجمعية الوطنية التأسيسية التابعة لحزب النهضة وتستبدل بحكومة مؤقتة، موضحة أنه لم يكن هناك تقدم ملحوظ على الرغم من إنشاء اللجنة الرباعية لتسيير الأعمال للاتحاد العام التونسي للشغل، ورابطة حقوق الإنسان، واتحاد المحامين، ولم يتم الانتهاء من الدستور، ومراجعة الجدول الزمني للانتخابات، وتشكيل حكومة تكنوقراطية مؤقتة حتى عقد الانتخابات فى بداية العام المقبل. وتابعت المجلة: الإحباط أعطى فرصة للقوى اليسارية للاتحاد العام الذي لعب دورا كبيرا في السياسة وطور قدرته بالضغط على الحكومة، ولكن شراء الوقت، اللعبة الجديدة التي يلعبها حزب النهضة المحاصر بين حزبين علمانيين صغيرين، وهما المنتدى الديمقراطي اليساري من أجل العمل والحريات، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية. ولفتت المجلة إلى أن رئيس حزب النهضة "راشد الغنوشى" بعد عدة ساعات من قبول خارطة الطريق، أكد أن الاستقالة الفورية للحكومة ليست مطلبا فوريا، وإنما هو طلب من المعارضة، فإن الحكومة ستستقيل بعد وجود بديل لها تجنبا للفوضى. قال وزير الخارجية، زوج ابنة "الغنوشى"، رفيق عبد السلام "لجأت المعارضة إلي الشوارع للاحتجاج من أجل الضغط على الحكومة، ولكنه ليس احتجاجا مدنيا". وأضاف نائب الأمين العام للحزب الموحد الديمقراطي الوطني "طريقة إدارة الحزب للبلاد توحي كأن الشيخ بن على حيا يرزق".