قال المهندس مدحت القاضي رئيس شعبة خدمات النقل الدولي، والعضو المنتدب لمجموعة كادما للملاحة، إن زيادة انكماش الجليد في القطب الشمالي وصل إلى 18% بما يقر أجراس الإنذار لقناة السويس، خاصة أنه سوف يصبح منافس قوي كطريق بديل للقناة في المستقبل. وأضاف رئيس شعبة خدمات النقل الدولي ل"البديل" اليوم، أن حجم الجليد تقلص في القطب الشمالي بشكل أكبر من أي وقت مضى محطمًا بذلك الرقم القياسي السابق، ومشيرًا إلى أن هناك تحذيرات مستمرة من تغير المناخ بشكل سريع. وتابع الخبير الملاحي، أن العلماء توقعوا أن المحيط الشمالي المتجمد قد يصبح خاليًا من الجليد في أشهر الصيف في غضون العقد القادم مما له تأثيرات مناخية كبرى، موضحين أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي ما هو إلا نتيجة حاسمة إلى تفاقم تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببها الانبعاثات السامة، حيث أعرب "جون سوفان" مدير منظمة السلام الأخضر أن فقدان الجليد فى القطب الشمالي سيكون مدمرًا، مما يسبب ارتفاع فى درجات الحرارة التي ستؤثر بالطبع على قدرتنا على إنتاج الغذاء وتتسبب أيضًا فى أجواء طقسية متطرفة فى مختلف أنحاء العالم. وقال علماء من مركز البيانات الوطني للثلوج والجليد في ولاية كولورادو الأمريكية، إن البحيرات الجليدية في القطب الشمالي تغطي حالياً مساحة تقارب 2.03 مليون ميل مربع. يُذكر أن أدنى مستوى مسجل لهذه البحيرات كان عند 1.65 مليون ميل مربع في سبتمبر الماضي، ومنذ بدء أول قياس مسحي للمنطقة بواسطة الأقمار الصناعية عام 1979. وبالرغم من ذوبان البحيرات الجليدية في موسم الصيف وإعادة تجمدها في موسم الشتاء، إلا أنها وفي السنوات الأخيرة قد شهدت فقدان الكثير من كثافتها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. وقال "مارك سيريز"، وهو عالم رفيع في مركز البيانات الوطني للثلوج والجليد، إن التقلص يبلغ "ذروته الآن، نحن نراه يحصل حالياً." وفي حين أن معدل فقدان الجليد في القطب الشمالي أثار قلق أنصار البيئة هذا الصيف فقد ترك العاملين بمجال الشحن البحري فرحين حيث زادت إمكانية وجود فتح الممر الشمالي الغربي عبر القطب الشمالي مما يجعله طريقًا ملاحيًا تجاريًا بين قارتي آسيا و أوروبا لتجنب العبور بقناة السويس. وأضح القاضي أنه بفضل تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الجو إلى حد ذوبان مناطق شاسعة من القطب الشمالي سوف يصبح من السهل الوصول إلى ثروات القطب الشمالي التي تخبئ ما يقرب من ربع احتياطي الطاقة بالعالم بالإضافة إلى خلق ممرات بحرية تختصر المسافات الطويلة التي تقطعها السفن للعبور بين قارتي أوروبا و آسيا. و قد أصبحت الصين لاعبًا أكثر شراسة في محاولاتها فرض سيطرتها في استخدامها لهذا للممر الملاحي الجديد مما أثار الذعر بين القوى الغربية, و بوصول سفينتها "سنو دراجن" إلى أيسلندا، أصبحت الصين أحدث دولة تقوم بالإبحار في بحر الشمال.