شهد حزب الدستور خلال الأيام القليلة الماضية استقالات عدد كبير من أعضائه من مختلف محافظات مصر، وكذلك عدد من قياداته، على رأسهم المهندس عمرو فارس – الأمين العام المساعد للحزب. تعد الاستقالات المتتالية مؤشرًا على ما يشهده الحزب من اضطرابات، كانت سببا في موجة استقالات سابقة، حيث استقال منه منذ فترة بعض القيادات، على رأسهم الدكتور أحمد دراج – العضو المؤسس، والإعلامية بثينة كامل. وربما يمكن القول بتباين أسباب الاستقالة من عضو إلى آخر، وربما كذلك يمكن القبول باستقالات تأتي على فترات متباعدة، لكن المؤشر شديد الوضوح والشاهد على اضطرابات الحزب، تلك الاستقالات الجماعية التي تضمنت سببًا واحدًا واضحًا، مفاده «انعدام رؤية الحزب السياسية والاقتصادية للأوضاع الحالية». عقب على هذه الاستقالات الدكتور حسام عبد الغفار – الأمين العام لحزب الدستور، قائلا في تصريح خاص ل «البديل» إنه عندما يكون هناك حزب مقبل على مؤتمر عام، والمؤتمر العام تم تحديد موعده، يرى البعض أنهم لا يملكون فرصة في المؤتمر العام ، فإنهم يحاولون العثور عليها في مكان آخر. وأضاف «عبد الغفار» أن الاستقالات لم تحدث على مرحلة واحدة، وإنما جاء جزء منها بسبب موقف الدكتور البرادعي، وجزء سببه أن هناك من تقدم للانتخابات وسقط، وغير ذلك. لا يمكن – إذًا – أن نقول عن هذه الاستقالات أنها تهدف إلى مصالح شخصية، لأننا لا يمكن أن نطلق على المصالح الحزبية مصالح شخصية، وإنما هي رؤى حزبية مختلفة ومتباينة. وأضاف «عبد الغفار»: إن الحزب مقبل على مؤتمر عام خلال شهرين تتم فيه انتخابات جديدة لقيادات الحزب، وإذا كان البعض لديه وجهة نظر فليطرحها، مشيرا إلى أن المؤتمر سيتم فيه انتخاب رئيس حزب وأمين عام وأمين صندوق، وهناك إقرار للائحة جديدة وعدد المندوبين الذين سوف يشاركون في الانتخابات لن يقل عن 180 عضو وهو عدد يساوي 6 أضعاف المعينين، فماذا يدفع هؤلاء إلى الاستقالة؟ من جانبها، قالت الدكتورة بسنت فهمي – نائب رئيس حزب الدستور، إن الحزب جديد، واستقالة أي عضو حرية شخصية، كما أن الحزب حدد موعدًا للمؤتمر العام يوم 20 ديسمبر المقبل، مشيرة إلى أن الشباب هددوا من قبل إما تحديد المؤتمر أو مغادرة الحزب، وها هو موعد المؤتمر تم تحديده فما المطلوب إذًا ؟!. وأضافت «بسنت»: كان من المفترض أن توجه كل هذه الجهود من أجل نجاح المؤتمر ويستطيع الشباب إدارة الحزب بشكل جيد، فما مبرر هذه الاستقالات لديهم.. يؤسفني أن أقول إن هناك أمور كثيرة غامضة وغير مفهومة، إما أعضاء أصحاب مصالح شخصية، أو أشخاص مدفوعين من الخارج.