قدم محمد عبد اللاه أمين لجنة الإعلام، أحد الأعضاء المؤسسين للحزب "الوطني" الخميس استقالته من عضويته، في مؤشر على تهاوى بنيان الحزب، مع توالي استقالات قياداته وانسحاب أعضائه منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. وجاءت استقالة عضو هيئة المكتب ورئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى الخميس، بعد أن كان قد تم اختياره في الخامس فبراير الماضي ضمن أعضاء هيئة مكتب الحزب، عقب تقديم هيئة المكتب السابقة برئاسة صفوت الشريف باستقالتها من الحزب. وقال عبد اللاه في بيان أصدره أنه قرر تقديم استقالته من الحزب "الوطني" صباح الخميس، استجابة لمطالب الرأي العام المصري، ولمطالب شباب ثورة 25 يناير الخاصة برفض استمرار الحزب في ممارسة الحزبي والسياسي في مصر، وتحت شعار "الشعب يريد تطهير البلاد من بقايا النظام السابق". لكنه نفى علمه بوجود استقالات أخرى من هيئة مكتب الحزب "الوطني"، وقال "تقدمت باستقالتي بمفردي ولا علم لي بالآخرين"، مضيفا أن يعتقد أنه أصبح من الصعب جدا على الحزب الاستمرار في الحياة السياسية، وأنه "تقريبا قد مات". وأضاف أن ملامح الانهيار بدأت في الحزب منذ يوم 25 يناير وليس بعد ذلك، عندما فشلت قيادته في الاستجابة السريعة، وأنه مهما جرت عمليات تجميل له فلن يستطيع البقاء، علاوة على أن الرأي العام وثورة 25 يناير يعتبرونه أحد الأذرع التي يمكن أن تستخدم في عمل ثورة مضادة. وقال عبد اللاه إنه تأخر في تقديم استقالته اعتقادا بوجود استمرار عدد من القيادات النظيفة التي دخلت الحزب لغير مصالح شخصية، والتي يمكن أن تعيد له الحياة ولكن ذلك بدا مستحيلا. وأشار إلى أن هناك انقسامات شديدة شهدها الحزب خلال الفترة الماضية، بسبب وجود عدد من القيادات المحسوبة على صفوت الشريف الأمين العام الأسبق للحزب، وجمال مبارك نجل الرئيس السابق حسني مبارك وأمين السياسات السابق بالحزب. وقالت مصادر بالحزب "الوطني"، إن استقالة عبد اللاه، الامين العام المساعد وأمين الاعلام بالحزب قد أحدثت شرخا ونوعا من عدم الاتزان داخل أمانة الحزب، وقد تمسك باستقالته رافضا دعوات للبقاء في صفوف الحزب لانتشاله من أزمته العصيبة. فقد حاول الدكتور محمد رجب، الأمين العام للحزب إثناء عبد اللاه عن استقالته في ظل الأوضاع المتردية التي يشهدها الحزب حاليًا، إثر استقالة العديد من قياداته وخضوع البعض الآخر للتحقيقات وحبسهم على ذمة اتهامات بالفساد، لكنه رفض التجاوب مع النداءات التي تطالبه بالبقاء وأصر على الاستقالة. ويعد عبد اللاه أبزر شخصية حزبية تقدم استقالتها من الحزب الحاكم سابقًا منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في 11 فبراير تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية. وسبقه إلى الاستقالة الدكتور حسام بدراوى الأمين العام للحزب، وأمين لجنة السياسات بالحزب، قبل ساعات فقط من تنحي الرئيس السابق ومطالبته له بالنزول على رغبة الجماهير والاستقالة من منصبه. وعين بدراوي في الخامس من فبراير أمينا عاما للحزب في عملية تطهير من الوجوه التي لا تحظى بشعبية، في الوقت الذي كان يجد فيه مبارك صعوبة في مواجهة الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاطه.