بات عنف جماعة الإخوان المسلمين ودعواتهم للتظاهر كل أسبوع وفى كل مكان وأي مناسبة أمرًا يؤرق الكثيرين من المصريين، فما بين ليلة وضحاها تزهق الأرواح، والبعض يُحمل المسئولية لأنصار الإخوان؛ باعتبارهم مُحرضين لأحداث العنف التي تقع، وأن ما حدث وما زال يحدث رد فعل طبيعي من الشرطة تجاه مواجهه تلك الجماعة. فمتى ينتهي عنف تلك الجماعة الإرهابية؟ وكيف؟ يقول الدكتور مختار غباشي رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام لدراسات السياسية والاستراتيجية إن عنف جماعة الإخوان المستمر فى الشوارع لن يستمر طويلاً؛ لأن الجماعة تعلم جيدًا أنها أصبحت بلا جماهيرية، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن هو محاولة أخيرة منهم لإنقاذ أنفسهم من المحاكمات و غيرها. وأضاف غباشي أن الحل فى التعامل الأمني السليم مع تلك التظاهرات وعدم الانصياع وراء ما يقولونه، مشيرًا إلى أن تجاهل تلك الجماعة وعدم إعطائها أي اهتمام سيكون خطوة جيدة نحو وقف تظاهراتهم التى تسبب العنف. فيما أكد الدكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن عنف جماعة الإخوان المسلمين لن يتوقف؛ لأن خطتهم في الوقت الحالي هي إشاعة العنف في مصر؛ لأنهم يعملون على زحزحة الاستقرار، وبالتالي يثبتون للشعب أن مرسي كان أفضل، وأن عهده كان مستقرًّا من ناحية التظاهرات. واقترح سلمان لوقف ذلك العنف العمل على تصالح سياسي مع قياداتهم غير المتورطة فى دماء أو عنف، أو إيجاد حلول سياسية أخرى تمنع تلك التظاهرات، لافتًا إلى أن الحلول الأمنية تنتهي بإزهاق أرواح منهم، ومن ثم يُصعِّدون هذا الأمر إلى وسائل الإعلام والصحف للمتاجرة بهؤلاء. كما اقترح أن يُكوِّن الشعب المصري لجانًا شعبية فى كل منطقة، تمنع تظاهر الإخوان فيها، مثلما فعل أهالي الدقي فى الفترة السابقة، موضحًا أن الجماعة هدفها هو جر البلاد نحو مزيد من العنف ومزيد من الدماء، وعلينا ألا نستجيب إليهم؛ لأن الشعب المصري يريد السير نحو خارطة الطريق والعمل على إنهائها فى أسرع وقت. ومن الناحية الأمنية قال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجى والأمني، إن العنف لا يولد إلا العنف، مشيرًا إلى أن حل أى نزاع أو صراع يأخذ مرحلة من الصدام فى البداية، لكنه لا ينتهى إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات. وأضاف فؤاد أنه يتصور إذا كانت هناك مبادرة للصلح، فيجب أن يقدم كلا الطرفين تنازلات، بمعنى ألا يأخذ طرف واحد كل ما يريد، وليس شرطًا أن يتساوى الطرفان، فكل منهما يتحدد ما يأخذ طبقًا لموقفه وثقله على الأرض فى هذا الوقت، مؤكدًا أن ذلك هو ما يقوله علم التفاوض. وأكد الخبير الاستراتيجى أن علم التفاوض يقول إن الإخوان فى بداية جلوسهم للحوار ستكون مطالبهم مرتفعة، بحيث سيطالبون بعودة مرسى والشرعية، ولكن على الحكومة ألا تقلق؛ لأن هذا شىء طبيعى فى علم التفاوض، وعليها أن تتفهم ذلك، لافتًا إلى أن الإخوان لن يجلسوا على طاولة المفاوضات بسيناريو واحد، ولكن سيكون لديهم أكثر من سيناريو، ولا بد أن تعطيهم الحكومة شيئًا من ذلك؛ حتى يتوقف العنف الحالي.