خرج الملايين من الشعب المصرى أمس،الجمعة فى تظاهرات ربما هى الأكبر فى تاريخ التظاهرات المصرية؛ لتوصيل رسالة إلى كل العالم "أن الشعب لا يريد الإرهاب" وأنه يفوض الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقادة الجيش بالتعامل مع ذلك الإرهاب؛ حتى يعيشوا فى دولة آمنة مثل التى حلموا بها حينما فكروا فى القيام بثورة شعبية. ويبقى السؤال، هل سيواجهه الجيش الإرهاب بفض الاعتصامات؟، أم سيتعامل بالحلول الأمنية أم الأخرى السياسية؟..تعددت الأسئلة حول ذلك ، رصدت "البديل" آراء أساتذة علوم السياسة والخبراء السياسيين فى تلك السيناريوهات المتوقعة .. قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية، إن التصور اليوم، أن يخرج الجيش ببيان إلى الشعب المصرى ويؤكد إن معه التفويض الآن؛ لمواجهة العنف بعد أن نزل الملايين أمس؛ لتفويضه، فالمواطنون الذين شاركوا أمس تخطوا من شارك يوم 30 يونيو، ومن ذلك فعليه أن يبدأ بمواجهة العنف فى سيناء أولا؛ لأنها تعد الآن بؤرة الإرهاب. وأضاف "ربيع " أن الجيش لن يفض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة بالقوة، ولكنه سينتظر ربما لبعد عيد الفطر، وسيتعامل معهم بذكاء بالغ، فلن يهجم عليهم بالقوة، ولكنه سيتبع معهم أساليب تجعلهم يفضوا الاعتصام من قطع المياه والنور عنهم، وعدم إدخال الطعام لهم، والقبض على القيادات الإخوانية التى تحرضهم على البقاء فى الميادين، مشيرا أن الشباب المتواجد هناك معتقد أنه يدافع عن الإسلام. وأوضح أن الحل لن يكون من ليله وبارحتها، ولكن ربما يطول؛ لأن تلك الجماعات التى تثير الإرهاب لها جذور متغلغلة، مشيرا أن الجيش يستطيع القضاء عليها بشكل جيد، فبمجرد القضاء على المتطرفين فى سيناء ومحاكمة قيادات الإخوانية التى حرضت على القتل والعنف، ستكون مصر آمنة بشكل أفضل. ومن جانبه، قال الدكتور مختار غباشى، رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، "بعد نزول الجيش وتفويض أمس من 30 مليون مصرى، فمن المتوقع أن يواجهه الجيش الإرهاب على حسب وعد الشعب، لكن عليه أن يتعامل مع المتواجدين فى رابعة العدوية وميدان النهضة بحذر شديد؛ لأن عددهم كبير وقوى لها ثقلها فى الشارع المصرى". وتابع "غباشى": الحل الأمنى ليس هو الأمثل فى التعامل مع معتصمى رابعة العدوية والنهضة، وإنما على الجيش أن يقدم مبادرات للحلول السياسية، أو يأخذ بمبادرات الحلول السياسة التى تم طرحها عليه، مثل مبادرة محمد سليم العوا، ومبادرة هشام قنديل، مشيرا أن الحل لن يأتى بالقوة. وأكد أن القضاء على الإرهاب فى مصر ليست خطوة سهلة وإنما ستأخذ وقتا كبيرا، خاصة وسط إصرار التيار الإسلامى على تحقيق أهدافه ومصالحه. وفى السياق ذاته، أكد دكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الشعب أمس أثبت عدم رغبته فى وجود الإرهاب وفوض الجيش لمواجهته فى مصر، وهذه ثقة كبيرة من الشعب إلى الجيش، فعليه أن يكون قادرا عليها. وأضاف أن الحلول تكمن أولا فى عمل حصار من الأمن المركزى على كل التظاهرات المتواجدة من التيارات الإسلامية ليحدث لهم حالة من الخلل، فلا يستطعون التزويد بسلاح أو أكل أو غيره، ثانيا أن يتم القبض على القيادات المتواجدة داخل تلك الاعتصامات، والتى دائما تحرضهم على العنف والجهاد، ومحاكمة المحرضين محاكمات عادلة، فمن حرض على قتل، عقابه الإعدام، ومن بعد ذلك إصدار قانون بمنع قيام الأحزاب على أساس دينى. وأوضح "سلمان" أن الحلول السياسية ربما لن تأتى بفائدة مع تلك الجماعات التى تثير الشغب فى الشارع المصرى وترهب الجماهير، إنما الحل الأمنى ربما يكون الأنسب معهم. هاشم ربيع : الحل يبدأ من القضاء على الإرهاب فى سيناء مختار غباشى : على الجيش أن يقدم مبادرات للحلول السياسية وليس العنف سلمان : القبض على محرضي العنف والقضاء على البؤر الإرهابية.. الحل الأمثل