أثار تصويت المجلس التنفيذى لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أمس- الجمعة، بأغلبية ساحقة على مشاريع القرارات العربية، الداعية إلى إرسال بعثة تقصى حقائق للإطلاع على طبيعة الوضع الحالى لباب المغاربة التاريخى والقدسالشرقيةالمحتلة، موجة غضب عارمة داخل الأوساط الإسرائيلية والأمريكية، بينما لاقت ترحيبًا فلسطينيا عربيًا بطبيعة الحال، ولكن الموقف الدولي تجاه الحضارة الإنسانية والذي ظهر جليًا خلال التصويت، ربما يشكل منحنى جديد في الصراع العربي الإسرائيلي. وأعربت "اليونسكو" عن قلقها العميق من استمرار الحفريات الإسرائيلية داخل وحول مدينة القدس القديمة وأسوارها، ومن استمرار إسرائيل بالعبث وتدمير بعض الآثار الإسلامية فى منطقة باب المغاربة، وفى أجزاء متعددة من البلدة القديمة، ومن عدم تزويد إسرائيل ‘اليونسكو" ومركز التراث العالمى بمعلومات عن هذه الحفريات، وطلبت من إسرائيل التوقف فوراً عن هذه الأعمال والحفريات. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن المجلس التنفيذى لل"يونسكو" وافق على مشاريع ستة قرارات، قدمتها الأردن وفلسطين حول حماية التراث الثقافى والإنسانى لمدينة القدس ومدن فلسطينية أخرى منها بيت لحم (مسجد بلال بن رباح)، والخليل (الحرم الإبراهيمى الشريف) وغزة (المدارس المهدمة). كما شجبت المنظمة استمرار عرقلة إسرائيل لعمل "الأوقاف الأردنية"، ومنعها من القيام بواجبها بترميم والحفاظ على المبانى والساحات التابعة للمسجد الأقصى المبارك، بما فيها ترميم طريق باب المغاربة. الرفض الأميركي الإسرائيلي.. وقد صوتت 43 دولة لصالح هذه القرارات مقابل رفض دولة واحدة هى "الولاياتالمتحدةالأمريكية" فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت؛ كما تجدد تلويح الإدارة الأميريكية، بالامتناع عن تسديد حصتها للمنظمة، في الوقت الذي قال فيه المبعوث الإسرائيلي إلى اليونسكو، "نمرود باركان" أن المنظمة تواصل حملة التحريض التي تثير قلق إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه القرارات تاتي في صالح الفلسطينيين، وضد إسرائيل . وأوضح "نمرود" أن إسرائيل لم تعد جزء من اليونسكو، بسبب مواقفها المنحازة مشيرًا إلى أن "اليونسكو" لم تشر إلى ما يجري في سوريا من تدمير للأثار لكنها ركزت على إسرائيل مما يشكل إشارة قوية إلى مواقف هذه المنظمة. كما عبرت إسرائيل عن غضبها جراء تصويت كل من روسيا وفرنسا والنمسا وبلجيكا واسبانيا، مع القرار الذي ينتقد ويدين ممارسات إسرائيل، حيث أن هذه الدول صوتت مع مشروع القرار العربي، فيما عارضته الولاياتالمتحدةالامريكية. وأشارت إسرائيل إلى إنها لن تتعاون مع لجنة تقصي الحقائق التابعة لليونسكو، التي تقرر إرسالها معتبرة المؤسسة من المؤسسات المعادية لإسرائيل، وذلك بحسب ما نقلته الإذاعة العبرية العامة الثانية "ريشت ب" عن مسؤولين اسرائيليين. مواقف عربية ومن جانبه طلب الأردن، أمس الجمعة توضيحاً رسمياً من "اليونسكو"، حول أسباب منع الاحتلال الإسرائيلي زيارة مقررة وفدها للقدس، تزامناً مع إجراء اتصالاته بالجهات المعنية للضغط تجاه إتمامها قريباً. هذا ويشهد المنبر الأممي في باريس حراكاً أردنياً عربياً، لتبين مسوغات الرفض الإسرائيلي لإلغاء مهمة البعثة، بعد الموافقة المسبقة عليها، واجراءات "اليونيسكو" حيال ذلك، مع الدفع لجهة تجديد موعد إنجازها، بينما تجتمع مدير عام المنظمة الدولية اليوم بمسؤولين أردنيين وفلسطينيين وإسرائيليين لبحث الإشكالية الأخيرة. وصحب ذلك تلويح عربي، بإعادة طرح مشاريع قرارات لإدانة الاحتلال أمام الدورة المقبلة لليونيسكو، المزمع عقدها مطلع الشهر المقبل، غداة تجميدها مؤقتا، مقابل الموافقة الإسرائيلية على زيارة البعثة الأممية للقدس المحتلة، لأول مرّة منذ سبعة اعوام. سياسة العند الإسرائيلية يأتي هذا في الوقت الذي قامت فيه قوات الاحتلال، برفع العلم الإسرائيلي على الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، وبنصب الخيام في ساحاته، والذي اعتبره الفلسطينيون إجراء عمليًا ضمن سلسلة طويلة من الإجراءات المتتالية التي تستهدف الاستيلاء وفرض الهيمنة الإسرائيلية عليه. أخبار مصر- البديل