صدر عن دار "كيان" للنشر عدد من الروايات والمجموعات القصصية في النصف الثاني من 2013، منها مجموعة قصصية بعنوان "درويشة ورق" للكاتبة هالة البشبيشي، والطبعة الثانية لرواية "النمروذ" للكاتب أحمد صلاح سابق، و"لوح رخام أبيض" لتسنيم فهيد، و"أيام الكدب والدم" لتامر أبو عرب، و"هاجس" لهدى عبد المنعم، والطبعة الثالثة ل "الصحافة الحرام" لسامي كمال الدين. تدور أحداث "درويشة ورق" حول فتاة تبدو لكل من يعرفها أو يقرأ لها نموذجًا للفتاة المتحررة المتمردة الثائرة على أوضاع الأنثى في مجتمعها الشرقي، ولكن ما تشعر به وتحياه وتأمله كان مختلفًا، وكانت تحوي تناقضًا لشخصيتها العامة تمامًا، فبداخلها كانت تحلم بحالة عشق خاصة جدًّا.. عشق للعبودية.. عبوديتها لرجلها.. هو من تكتحل به عيناها فلا ترى سواه. قيد يربطها به فيدمى معصمها حبًّا له، فكلما زاد القيد شدة، يزداد جمال معصمها وتشتعل رغبتها له، فتصبح جارية في بلاط قلبه الملكي، معصوبة العينين برباط حريري، يقودها لعالم شهريار فتصبح شهرزاد، التي تتفنن وتتدلل بفكرها تارة وبأنوثتها تارة أخرى؛ لتفلت من سيفه.. كم تشتهي هذا السيف لتقتنيه وتنهي به أسطورة فارس أحلامها على الورق. بينما تُسلِّط رواية «النمروذ» الضوء على صعود عائلة الجارحي، التي اشرأبَّت واستشرت بأنشطتها الإجرامية في ربوع مصر بلا رادع، ثم تتابع رحلة أوديسيَّة عصيبة لشاب من شباب العائلة، نشأ في ظروف ظلامية، وبيئة عدائية خشنة. تبدو الخيارات أمامه مباشرة، والهدف معروف محدَد، يشق سبيله إليه بنوع من الأنتروبولوجية الشرسة، مثيرًا الفوضى ومُعْمِلاً التحطيم في حياته وحياة من حوله، وإذ هو يفعل ذلك، تنمو شخصيته بالسلب – أو تنكمش – وتنمو حوله شخصيات كل من يلقيهم القدر في طريقه بالسلب – أو تنكمش – في دوَّامة تنازليَّة تودي بهم جميعًا إلى قعر معتم عميق. لا تأتي شخوص الرواية بملصقات توصيفية تقليدية، بل تنجح في بناء جاليري سردي مركب للنفس الإجرامية، وما يرتبط بها من تناقضات صارخة، تجمع بين الضراوة والتخاذل.. بين التجبُّر وتصاغر النفس ذُلاًّ ومهانة.. بين ازدراء الآخرين وتدنِّي احترام الذات.. وبين الطموح الشاهق والانحدار الساحق. أحمد صلاح سابق، مهندس معماري ومصمِّم جرافيك ورسَّام. تخرَّج في كلية الهندسة، جامعة القاهرة عام 2003، وعمل مهندسًا ومصمِّمًا في عدد من ستوديوهات التصميم المصرية والعالمية بالقاهرة وبودابست ولندن. وتدور "لوح رخام أبيض" حول دولاب الأم "أدخل غرفة أمي وأخرج أحشاء الدولاب، فلا أجد شيئًا.. أعود لغرفتي وألاحظ أن رأس الأباجورة يشبه القبعات.. أنزعها عن هيكلها وأضعها فوق رأسي.. أثبِّتها في شعري ببعض مشابك الغسيل.. أقف أمام نفسي في المرآة.. أثني على مظهري الذي سيجعل "الكل يتجنن عليّ".. أذهب مرة أخرى لغرفة أمي بحثًا عن المفتاح.. أخرج للشارع الذي لم أعد أتذكر ملامحه.. أخطو خطواتي الأولى في الحارة. أنتظر أن يراني الكل و"يتجننوا عليّ". بينما يدور كتاب "أيام الكذب والدم" حول عامين بعد التنحي "لو أن مبارك خطط لفترة انتقالية ينتقم فيها من ثوار يناير الذين أزالوا دولته ووضعوه خلف القضبان كأسد جريح ما جاءت بمثل هذا السوء والارتباك. بعد نحو عامين ونصف من الإطاحة بمبارك ما زالت مصر تمشى بظهرها، تنظر للأمام وتسير إلى الخلف، تعاقب على حكمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين، وتفنن الاثنان فى الحكم بالوكالة عن الثورة المضادة، وما خُيِّرا بين أمرين إلا اختارا أسوأهما، وما وضعا أنفيهما فى شىء إلا أفسداه. توقفت لأتذكر ما حدث فى هذه الفترة من خطايا وأخطاء وحوادث، فوجدت الكثير منها فى الطريق إلى النسيان على أهميته؛ ولذلك فكرت فى عرض وتوثيق وتحليل ما حدث أولاً؛ لكى يتحمل كل فريق مسئوليته أمام التاريخ، وثانيًا حتى نتعلم من الأخطاء الكبيرة التى وقعت فى هذه الفترة، فلا نكررها بنفس الطريقة – كعادتنا دائمًا – حيث لم نعد نمتلك رفاهية إهدار المزيد من الوقت. هذا الكتاب محاولة للتغلب على آفة النسيان التى تسبب فى تكرار الأخطاء نفسها أكثر من مرة، والتى حرمتنا من كل فرصة للانطلاق وتجاوز صعوبات الواقع.. وأتمنى ان ينجح فى ذلك فقط. وتدور أحداث رواية "هاجس" حينما تنغلق روحك على هاجس تغمس روحك فيه، وتقصر أفكارك وتمنياتك وتمحور حياتك عليه؛ ظنًّا أن غيرك ليس له من سبيل إليك، إلى نفسك وحلمك، رغم أنه أبعد ما يكون عنك، يحيد عنك ولا تنتمى إليه، إنما ينتمى هو إلى توجسك، تخوفك، ضغفك، قصر بصيرتك، استسهالك، استسلامك، احتياج ملح منك، ورغبة مغلوطة غمازة بالسوء. وتدور أحداث كتاب "الصحافة الحرام" فى الوقت الذى شطبت فيه نقابة الصحفيين فى تونس أسماء الصحفيين الذين تورطوا مع نظام بن على فى إفساد البلاد قفز الإعلاميون الذين تعاونوا مع نظام حسنى مبارك على الثورة وسرقوها من بين عيون شهدائها. فأصبح من العجائب أن يتحدث عبد اللطيف المناوى ومجدى الجلاد وعماد أديب ولميس الحديدى بلسان حال الثورة.. لا تتعجب.. فى بلد يوارى فيه الشهيد الحسينى أبو ضيف، ويقتل قلمه ويتفرق دمه، ويبقى الانتهازيون بزيف أقلامهم وتكدس أموالهم، ليس هناك وصف على صحافة هذا البلد أكثر من "الصحافة الحرام".