لا أخاف السلفيين.. أخاف خوف من يخافون السلفيين.. ليس لدى مشكلة فيما ردد عن تطبيق الشريعة .. افهم الشريعة وافهم مرونتها.. ومن حق أي طرف التظاهر للضغط على السلطة لتنفذ ما يريد. ولكن المتظاهرون السلفيون لم يتوجهوا بأي مطلب للسلطة والمجلس العسكري لتطبيق الشريعة.. بالعكس.. وجهوا تحية للعسكر الذين يحكمون ويفترض أنهم مسئولون عن عدم تطبيق الشريعة. اكره الغباء .. لذا لا افهم لماذا تعتبر الجماعة الإسلامية أن المجلس خط احمر والعسكر هم من نكلوا بالإسلاميين 60 سنة بينما يتفنون في استعداء ومهاجمة من كانوا سبب رفع القبضة الأمنية عنهم. ردد السلفيون بحماس هتاف إسلامية إسلامية.. ليس عندي خلاف فكري مع الهتاف.. لكن إجرائيا إسلامية إسلامية هتاف تم ترديده 30 عاما ولم يسقط مبارك.. الهتاف ضد المحاكمات العسكرية يرسخ قيمة العدل الإسلامية، والهتاف لجدول زمني لرحيل العسكر يرسخ قيمة الشورى، أما الثرثرة بإسلامية والمطالبة بتحكيم شرع الله ثم الرحيل، مراهقة تخيف من تفسير من يرفعونها للشريعة لا سيما وأنهم لا يطلبون أي شيء محدد من الأساس. يتصور السلفيون أن إسلامية إسلامية تجعل الأشرار يكرهونهم ويهاجمونهم.. دون أن يلفت انتباههم الاحترام المتنامي لصلاح أبو إسماعيل أو عبد المنعم أبو الفتوح .. فالهجوم على الإسلاميين ليس لأنهم رائعون والآخرون يحقدون على دين الله ولكن لتصدر المتخلفون سياسيا للمشهد. الأكيد أن هذه الجمعة وجهت ضربة فعلية لفكرة المبادئ فوق الدستورية ولكنها كذلك نبهت العسكر لخطورة من يهتفون لهم. أتمنى من الله أن يرحمنا دعاة الدستور أولا والمبادئ فوق الدستورية وأن يدركوا أن الولولة لاختطاف خصومهم السياسيين للتحرير لا معنى لها إذا ارتضوا لأنفسهم أن يختطفوا التحرير لمطالبهم المختلف عليها. عموما التعاطف ينحسر في الشارع مع الثوار، وإن لم نقرأ دلالة انحسار أعداد المعتصمين في التحرير وشجار أهالي العباسية مع المتظاهرين والسعادة الشعبية بفض ميدان التحرير بالقوة، ونستبسل من أجل إجراء انتخابات الشعب والرئاسة فلن يبقى من خلاف الدستور أولا أم الانتخابات أولا سوى العسكر أولا .. آه .. ملاحظة بسيطة.. وأنا قادم للعمل.. مذيعة الراديو أهدت الأغنية للمجلس العسكري باعتباره القيادة الحكيمة للوطن.. انتهت الملاحظة.. وربما ستنتهي أشياء أخرى.. والله الموفق..