"العفن البني"، هو السبب الرئيس لغلق السوق الاوروبي أمام صادرات المصريين من البطاطس، مما تسبب في عزوف الفلاح عن زراعتها الموسم الحالي، وذلك بسبب الخسارة التي تكبدها العام الماضي. ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين- أستاذ الأراضي و المياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن العفن البني، أحد أسبابه تقاوي البطاطس المستوردة، لأن الدولة تخلت عن الاستيراد واسندت تلك المهمة لبعض الشركات التي تستورد تقاوي مصابة بالمرض. وأضاف "نور الدين" ل "البديل"، أن المستوردين يبيعون التقاوي للفلاحين بأضعاف أسعارها، نتيجة غياب الحكومة عن توزيعها على المزارعين، موضحًا أن روسيا رفعت الحظر بشكل جزئي عن بعض المناطق في الأراضي الرملية فقط، بعد التزامها بالاشتراطات التي كانت قد اقرتها السلطات الحجرية الروسية. وأوضح "نور الدين"، أن هناك بعض من رجال الأعمال تتحايل على السلطات الروسية، لتصدر لها البطاطس المصابة للمرض، وهو ما يؤدي إلى رفض الشحنات و استمرار فرض الحظر على الاستيراد، مشيرًا إلى أن هناك أحد رجال الأعمال المقربين من وزير الزراعة الحالي- الدكتور أيمن فريد أبو حديد، تسبب في رفض 28 طرد كانت مصدرة لروسيا بسبب إصابتها بمرض العفن البني . وطالب "نور الدين " الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة بأن عليها أن تقوم بمجهودات مع دول الاتحاد الأوروبي، لفتح سوق التصدير خلال الفترة القادمة، وتحاول اقناع الدول برفع الحظر نهائيا عن الصادرات المصرية. وأكد محمد عبد القادر- نقيب الفلاحين، على أن غياب الدور الرقابي لوزارة الزراعة، هو السبب الرئيسي لدخول تقاوي بطاطس مصابة بالعفن البني ، هذا بجانب انسحاب الحكومة كطرف في عمليات الاستيراد، وترك السوق مفتوحًا أمام التجار معدومي الضمير، لفرض أنواع بعينها من التقاوي بالأسعار التي يحددونها، مما لا يجعل أمام الفلاح أي اختيار سوى استخدام هذه التقاوي المعيبة. وناشد "عبد القادر"، رئيس الوزاراء، ووزير الزراعة، لإخضاع التقاوي المستوردة إلى عمليات فحص مشددة وسحب عينات منها للتأكد من خلوها من أية أمراض تؤثر على عملية تسويقها في الأسواق الخارجية، هذا بجانب تغريم تاجر التقاوي تكلفة الزراعة بأكملها في حالة ثبوت أن التقاوي المستخدمة مصابة بالعفن البني، وذلك كأجراء حاسم لمعاقبة المخالف. وكشف نقيب الفلاحين، أنه غير مسموح لصغار الفلاحين، والذين لايملكون خمسون فدانًا، بتصدير البطاطس، وأن التصدير قاصر فقط على المستثمرين ذوي الحيازات الكبيرة، مشيرًا إلى أن تراجع عمليات التصدير للبطاطس، جاءت في صالح التجار، وخاصة من ينتمون إلى "جمعية البطاطس"، حيث قاموا بتجميع المحصول من المزارعين، بأبخس الأسعار، وبيعها للمستهلك بأسعار مرتفعة. وناشد "عبد القادر"، مركز البحوث الزراعية والقائمين عليه، بتوفير تقاوي بطاطس محلية، تكون آمنه وخالية من أية أمراض تؤثر على المحصول، سواء في الكميات المنتجة، أو تقف كعقبة أمام تصديره للخارج، حتى نضمن دخل مناسب للفلاح، يشجعه على الاستمرار في هذه المهنه الغير مربحة. أخبار مصر- البديل