صدر عن دار ليليت للنشر والتوزيع الكتاب المترجم "الحياة الملكية فى البلاط الملكى" تأليف المؤرخ الإنجليزى ألفريد جوشوا بتلر، ترجمة وتحقيق د. محمد عزب، ود. مى موافى.. ويتناول الكتاب عبر فصوله المختلفة الكثير من الوقائع والأحداث التى عايشها الكاتب داخل البلاط الملكى بشكل خاص وفى مصر بشكل موسع. وقد تلقى ألفريد جاشوا بتلر (1850-1936) تعليمه الجامعي في جامعة أكسفورد، وواصل دراسته العليا ملتحقا بالعمل كعضو هيئة تدريس بكلية براسنوز Brasenose Collegeعام 1877، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1902. في يناير من عام 1880 استدعاه الخديوي محمد توفيق (1852-1892) ليتولى تعليم أبنائه فمكث في هذه الوظيفة حتى فبراير 1881، وكتب بتلر هذا الكتاب الذي بين أيدينا مسجلا فيه واقع الحياة في مصر كما شاهدها، ورغم أن عنوانه يعطي إحساسا أنه حول أروقة الحكم وحسب، إلا أنه يرصد الكثير من الظواهر الاجتماعية في مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. لا يسعنا ونحن نقدم ترجمة هذا الكتاب المهم إلا أن نبدي – كما فعل الأستاذ محمد فريد أبو حديد آنفا – دهشتنا من عدم التصدي لترجمته على مدار كل هذه السنين. وخلال الشهور التي قضاها بتلر في مصر انكب على دراسة التاريخ والآثار القبطية والإسلامية وشهد مقدمات الثورة العرابية، وعاد بتلر إلى مصر زائرا وباحثا عام 1884، وعقب عودته لإنجلترا وضع كتاب "الكنائس القبطية القديمة في مصر – The Ancient Coptic of Egypt"، (في جزأين)، صدر عام 1884، ونشرت الهيئة المصرية ترجمته عام 1993 لإبراهيم سلامة إبراهيم. وألف بتلر أيضا كتاب "فتح العرب لمصر – The Arab Conquest of Egypt"، ظهر عام 1902، وترجمه الأستاذ محمد فريد أبو حديد، وصدر عن مكتبة مدبولي في عام 1996؛ أي بعد نيف وتسعين سنة من صدوره، الأمر الذي يعكس تردي واقع الترجمة في عالمنا العربي. نشر الكتاب الذي بين أيدينا في إنجلترا عام 1887، بطبيعة الحال لم يوجد في أي مكان في مصر نظرا لقدمه، الإشارتان الوحيدتان إليه تعودان إلى المؤرخ إلياس الأيوبي (عكا 1874- مصر 1927)، ود. إبراهيم عوض الذي طالعه أثناء دراسته في إنجلترا، والنسخة الوحيدة المعلومة لدينا بمصر هي التي أثبتها الأيوبي في كتابه "تاريخ مصر في عهد الخديوي إسماعيل باشا من 1879-1863، ج2، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1923، ص 399″ وترجم منها فقرة توضح ما أسره الخديوي توفيق لبتلر عن علاقته بأبيه الخديوي إسماعيل. الجدير بالذكر أنه تم طرح الكتاب بالمكتبات اليوم، وتم الاتفاق مبدئيًا على إقامة عدة حفلات توقيع له بالقاهرة والإسكندرية، نظرا لإقبال القراء والمهتمين بالحقبة الملكية المصرية ومتابعتهم المستمرة لكتاب منذ أعلنت الدار عن التعاقد على إصداره.