بالتزامن مع العديد من المبادرات التي خرجت من كل صوب واتجاه داخل الأحزاب والمسئولين على المستوى الحكومي، جاء حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية اليوم أمام منزله، لتضيع آمال حدوث تلك المصالحة وتعلن عودة مرحلة جديدة لعودة فكر الإرهاب بمرحلة "التسعينيات". وحول هذا الأمر قال الدكتور "عمرو هاشم ربيع" الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ل"البديل"، أن محاولة اغتيال وزير الداخلية اليوم تجعلنا في مرحلة أسوء مما كانت عليه "التسعينات". وأوضح "ربيع" أن فترة التسعينات كان الجاني الذي يقوم بالتفجيرات والاغتيالات معلوم وهو "الجماعة الإسلامية" أما الآن فنحن نتعامل مع متهم جديد خرج من رحم التنظيمات المسلحة بجماعة الإخوان، ولكننا لا نعلم عنه أي معلومات تجعلنا نتوقع تحركاته. وأشار إلى أن المرحلة الحالية سوف تشهد ارتباكا سياسيا وأمنيا حتى يتبين كيف نتعامل مع تلك العمليات التي ربما تتكرر. ومن جانبه قال وحيد عبد المجيد الأمين العام المساعد لجبهة الإنقاذ، أنه لم يتفاجأ من حادث اليوم، وكثيرًا ما حذر منه منذ شهرين عن اقتراب العنف السافر والظاهر على نمط محاولة اغتيال وزير الداخلية، وذلك نتيجة طبيعية للعنف المستتر المتمثل في المظاهرات والاحتجاجات. وقال "عبد المجيد" أن حادث اليوم يساهم بشكل كبير في عرقلة التوافق الشامل الذي تبناه عدد من الأحزاب للتهدئة مع الجانب الآخر المتمثل في جماعة الإخوان، معتبرًا أنه لا يجب المصالحة مع كل من يدعو للعنف أو يحرض عليه من أي طرف. أما الدكتور "أيمن عبد الوهاب" رئيس لجنة المجتمع المدني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فيرى أن ما جرى اليوم يؤكد فكرة أنه لن تتم مصالحة بين جماعة وتنظيم إرهابي ودولة كبيرة بحجم مصر. وأشار "عبد الوهاب" إلى أن فكرة المصالحة أكذوبة من الأساس ولا أساس لوجدوها وكل الدعوات التي تنادي بها لا تخرج عن نطاق "الابتزاز السياسي". وتساءل: كيف يكون هناك توافقا في ظل محاولات إرهابية لاغتيال وزير الداخلية؟ مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن حادث اليوم يعد رفضا صريحا لمفهوم المصالحة.