ذكرت صحيفة "سلات" الفرنسية في مقال مطول لها أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكنها أن تلعب دورا في مجريات السياسة في مصر. وأوضحت الصحيفة أنه كثيرا ما نرى مقالات في الصحف الأمريكية وعلى لسان محللين وسياسين بان أوباما يمكنه التأثير على سياسة مصر وأنه من الممكن أن يغير من النهج السياسي المصري برفعة واحدة من أصابعه. وفي هذا السياق، تستشهد الصحيفة الفرنسية بما قالته صحيفة "وول ستريت" الأمريكية في مقال نشرته في 8 يوليو بأن "هدف إدارة أوباما ينبغي أن يتركز في نقل السلطة من الجيش والإخوان المسلمين وإعطائها للشباب المصري، وهذا عمل بسيط لكنه من الصعب استكماله حتى النهاية ". كما ذكرت صحيفة " واشنطن بوست" في مقال بتاريخ 5 يوليو – كتبه روبرت كاجان الأستاذ السياسي- بأن الرئيس الأمريكي اكتفى فقط بالنظر إلى منظمي الانقلاب العسكري في مصر دون أن يتدخل ليمنع ذلك، فأوباما بذلك يخون مبادئ الديمقراطية التي تتبناها واشنطن. وتساءلت "سلات" إلى متى ستظل الصحف الأمريكية والمحللين الأمريكيين يعتقدون أنهم يستطيعون التدخل في شئون مصر وإحداث تغيير في سياسة هذه البلد؟، فالأحداث تثبت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية غير قادرة على التأثير في السياسة الداخلية لبلد كبير وبعيد مثل مصر، مضيفة أن هذا لا يقتصر على أوباما فقط بل على كل الدول الأخرى بحكم الجيوسياسية العالمية في الوقت الحالي. وتعلق الصحيفة على ما قاله روبرت كاجان "أوباما اكتفى بإلقاء النظر على من تسبب بالإنقلاب العسكري"، بأنه في الواقع لا يستطيع الرئيس أوباما أن يفعل أكثر من ذلك أو يغير سياسة مصر. وعلى جانب آخر، تؤكد "سلات فرانس" أن غالبية المحللين السياسيين الأمريكيين الذين يتحدثون عن الفوضى في مصر، يعترفون بأن الولاياتالمتحدة لا تلعب الدور الذي يتخيله البعض في هذه الفوضى، وعلى الرغم من ذلك هم يعتقدون بأنه من الممكن أن يكون لواشنطن تأثيراً على السياسة المصرية إذا بذل أوباما جهد أكثر من ذلك، وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن هؤلاء المحللين مخطئين في تقديرهم للدور الأمريكي. واختتمت الصحيفة بالقول إن محاولة أمريكا تحقيق بعض التأثير على القاهرة سواء عن طريق ممثليها وجنرالتها أو مستثمريها ما هي إلا خدعة، مؤكدة أن كل هذه المحاولات والتصريحات الأمريكية التي توحي بإمكانية أمريكا لعب دور رئيسي في السياسة المصرية، تستهدف في الأساس تقديم مجموعة من النصائح والتحميس لدفع العلاقات الأمريكية المصرية ليس أكثر، لافتة أن أي رئيس أمريكي أو أي قائد خارجي يفكر في إمكانية إجراء تغييرات في مصر لا يمكنه أن يفعل شيء.