قالت المخرجة الشابة أسماء حسنين إحدى ناشطات الثورة المصرية متطوعة في المستشفي الميداني، شاركت في ورشة للسينما نظمها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في حوارها مع البديل حول فيلمها عن الشهيد الحسيني ابو ضيف: "دم الحسيني علي يدي، كان أكبر دافع لأصنع فيلمًا عنه". الفيلم بعنوان "ضيف ع الدنيا" عن شهيد الصحافة الحسيني ابو ضيف الصحفي بجريدة الفجر الذي استشهد اثناء تغطيته للاحداث الاتحادية الأولى في شهر ديسمبر الماضي. وأضافت: إنها كانت المسعفة التي نقلت الحسيني بعد إصابته بطلق ناري في الرأس و ظلت معه ساعة كاملة في سيارة الإسعاف عاجزة عن إنقاذه والذهاب به إلى ثلاثة مستشفيات حيث رفض أطباء مستشفى البكري ثم مستشفي الدمرداش استقباله حتي قبلته أخيرًا بعد مشادات مستشفى الزهراء الجامعي التي استشهد فيها، تقول: "دم الحسيني وكل الشهداء الذين رحلوا على يدي أمانة في عنقي لا افرط فيه". لماذا اتخذ الفيلم شكل التحقيق؟ لأنني أثق بأن وفاة الحسيني لم تكن إصابة بالصدفة فكل الشواهد تؤكد أنه كان اغتيالًا، وفق ملابسات إطلاق النارعليه، حيث كان في جانب المتظاهرين ضد الاخوان الذين جاءت الطلقة من جهتهم وإذا ربطنا ذلك بحملة إظهار قضايا فساد الاخوان التي كان يحقق فيها الحسيني في تحقيقاته الجريئة في جريدة الفجر و كان من آخرها تحقيقاته حول شقيق زوجة مرسي، لتأكدت و وضحت خطة استهدافه ما حاولت اظهاره من خلال الفيلم فرغم انني صورت ساعات طويلة مع عائلته و اصدقائه الا انني اخترت في النهاية التركيز علي مناقشة قضية اغتياله و ملابسات استشهاده و تقرير الطبيب الشرعي د فخري صالح و كان سؤالي الرئيسي في الفيلم هل اغتيل ام استشهد صدفة وإن كان اغتيل فعلي يد من؟ انت ناشطة سياسية، فلماذا الاتجاه للسينما رغم انشغالك بالفعل السياسي؟ لأنني في الأساس اتحرك بعقلية التأريخ، عضو بجمعية المؤرخين، دراستي للتاريخ بجامعة عين شمس جعلتني ادرك مدي أهمية توثيق الحدث و هو ما كنت أفعله منذ بداية احداث ثورة 25 يناير، من خلال الصور الفوتوغرافية و الفيديوهات التي صورها، ثم قررت تطوير ذلك بالاتجاه للسينما التسجيلية. متي بدأت التفكير في تقديم فيلمك عن الحسيني ابو ضيف؟ في إحدى الفعاليات الخاصة بتكريم الحسيني عرضت فكرة الفيلم علي شقيقه سالم ابوضيف و الذي رحب بالفكرة و لقيت تشجيعا كبيرًا من اهله فبدأت في كتابة السيناريو و سافرت إلى سوهاج و صورت مع عائلة الحسيني و صورت ست ساعات هناك بما فيها بيته و مدرسته و شارعه وأهله ، عشت في عالمه و في النهاية من 48 ساعة تصوير قدمت الفيلم في 15 دقيقة و تولت المخرجة نيفين شلبي مونتاج الفيلم. هناك صعوبة كبيرة ان تكون جزء من حدث و تقدم فيلم عنه فكيف كانت حالتك اثناء صناعة الفيلم؟ كنت منفعلة جدا طوال فترة الشغل في الفيلم، لكن في النهاية الأشياء التي تمس القلب هي التي تجعلك تشتغل افضل ، و بالنسبة لا أتعامل مع الافلام عن شهدائنا باعتبارها أفلامًا فقط و انما امانة عن دم الشهداء علي ايصالها لاكبر قدر ممكن من الناس بأكبر قدر ممكن من الأمانة. هل تحمل مشاريعك القادمة سينمائيا مزيدا من التأريخ للثورة؟ مشروعي مكرس لملف الشهداء، يبدأ بمن ماتوا على يدي ومنهم محمد محمد السنوسي مبيض المحارة الذي استشهد في الاتحادية التي نزلها صدفة وأصيب بثلاثة طلقات نارية و كان بيني وبينه حوار طويل في سيارة الإسعاف قبل ان يستشهد بعد وصوله مستشفي البكري بساعة واحدة، وأسماء اخري كثيرة لشهدائنا منهم المعروفين و منهم من لا نعرف الكثير عن حكاياتهم و منهم الشهداء: مينا دانيال، محمد الشافعي ومحمد محسن و غيرهم.