مأساة حقيقية يعيشها الآلاف من مستقلى "ترامالرمل" بالإسكندرية، والتى ازداد اللجوء إليها بالأونة الأخيرة، نظرالأنها وسيلة المواصلات الوحيدة التى تحتفظ بثبات ثمن تذكرتها "ب25 قرش"، ولكنها أصبحت ملجأ للمتحرشين جنسيا بالفتيات ووسيلة تعذيب لكبار السنوالموظفين الذين يكلون مللا من انتظار الترام بأكثر من ساعة، وأيضا مصدرقلق وخوف لكثرة الحوادث التى حدثت بالآونة الأخيرة من خروج عربات الترام منالقضبان لسوء إدارة القائمين على هذا المرفق المهم بهيئة نقل الركاببالإسكندرية. البديل التقت بالعديد من المواطنين الغاضبون الذين يرون معاناتهم بداية من انتظار الترام على المحطات إلى نقطة النهاية بمنطقة فيكتوريا.. تقول مها محمد - طالبة جامعية: منذ قديم و"ترام الرمل الزرقاء" خط النصر برقميها "1، 2"، والتى تمثل الشريان الرئيسى للإسكندرية بداية من محطة الرمل، مرورا ب29 محطة حتى محطة فيكتوريا، يستقله الآلاف يوميا نظرا لقرب المحطات ونظافتها وكثرة عددها، ولكن انقلب الحال بعد الثورة وطالتها يد الأهمال والتخبط الإدارى والانفلات الأمنى. وتضيف أن المحطات أصبحت ملجأ للصبية ما بين 15 إلى 20 عاما، مستغلين تأخر الترام ما يقرب من نصف ساعة، وازدحام المحطات بالسيدات والشابات، ويقومون بأقذر الأفعال من تحرش جسدى ولفظى دون رقيب، وخاصة أن مسار الترام يربط المناطق والأحياء الحيوية ببعضها، مثل محطة "الشاطبى والجامعة وسيدى جابر ورشدى ولوران وباكوس"، وهي محطات تكتظ بمدارس وكليات البنات، وتعتبر ملاذًا للصبية والشباب المتحرشين، وبعد غضبنا وتجمهرنا عدة مرات وافقت هيئة نقل الركاب أن تجعل عربة السيدات هى العربة الأولى الملاصقة لحجرة قيادة السائق، ولكن دون جدوى، يدخل علينا الشباب والصبية ولا رجل أمن واحد فى الترام أو على الأقل بالمحطات. ويقول محمد عبد الرحمن - محامى - زاد الأقبال على ركوب ترام النصر بعد الثورة بسبب رفع سائقى السيارات الأجرة التعريفة المقررة وتقطيع الطريق حتى يحصلوا على أجرة مضاعفة، مما اضطرنا لركوب ترام الرمل، نظرا لثبات قيمة التعريفة وهى "25" قرشا، ولكننا بعد ذلك فوجئنا بأننا ننتظره لعدة ساعات بسبب تقليل عدد القطارت وتغيير مواعيدها، وعندما سألنا عن السبب قال لنا المحصل والسائقين إن العربات تالفة ولذلك قللنا عددها، ويتساءل عبد الرحمن: ماذا يفعل المواطن البسيط الذى ينتظر بالساعات حتى يستقل الترام توفيرا للأجرة الباهظة للميكروباصات الأجرة، ويضيف أن من المتعارف عليه تشغيل الترام من الساعة الخامسة صباحا حتى الثانية من منتصف الليل، وكان الهدف من ذلك خدمة العمال الذين يذهبون الى أعمالهم مبكرا، ولكنه فى الآونة الأخيرة لا ينتظم المواعيد كالسابق. بينما يشير الحاج عزت فودة - بالمعاش – إلى أنه يضطر لركوب الترام بالرغم من مخاطره التى أصبحت تهدد الحياة، فأصبح بالآونة الأخيرة يخرج عن القضبان ويعرض حياة المئات للخطر، فمنذ أيام قليلة خرج ترام النصر رقم "2" عن القضبان قبل تحويلة محطة فيكتوريا بحوالى عشرين متر، مما تسبب حالة من الهلع، وأصابة العديد من المواطنين من بينهم طفل صغير. والتقت البديل بأحد المسئولين بالهيئة، والذى أكد أن تخبط القرارات والإدارات بعد الثور ة هما العامل الأساسى للأزمة، فيوجد تعديلات وظيفية داخل الهيئة طبقا للقانون رقم 5 لسنة 2000، والذى ينتقل العمال على أثره إلى أماكن أدارية وتفرغ أماكنهم الفنية دون توظيف أو جلب عمال آخرين، إضافة إلى أن الهيئة دائما لا تهتم بصيانة العربات ولا شكاوى قائد الترام، إلى أن تفاجأ بسقوط ترام تلو الآخر، وعندما نشكو يتعللون بعدم وجود قطع غيار أو غلاء أسعارها وضعف الميزانية، وهذه القطارات التى تدخل الصيانة هى السبب في أزمة تأخر القطارات؛ لقلة عددها، فمن المفروض تشغيل 15 قطارا يوميا، ولكننا أرسلنا العديد من الشكاوى إلى رئيس الرقابة الإدارية بالإسكندرية وللمحافظ بضرورة متابعة الأزمة. ويضيف أن ظاهرة التحرش الجنسى المنتشرة بالمحطات هى ظاهرة تصيب المجتمع ككل، والحل بيد مديرية أمن الاسكندرية بضرورة أرسال عناصر وأفراد أمن للمحطات الحيوية، وأهمها محطة الجامعة والشاطبى وباكوس. يذكر أن "ترام الاسكندرية" أول وسيلة نقل جماعية فى مصر وإفريقيا والعالم، تم تشغيله عام 1860، وكان سائقى الترام من الطليان حتى عام 1952.