يعد الترام، سواء كان الأزرق "ترام الرمل" أو الأصفر "ترام المدينة"، وسيلة مواصلات أساسية لقطاع كبير من السكندريين، حيث تستقله مختلف الفئات على الرغم من شكواهم من بعض السلبيات به ومنها البطء الشديد وتأخر العربات في الوصول إلى المحطات الرئيسية ونقص عدد العربات فهم يعتبرونه الأفضل بين وسائل المواصلات بغض النظر عن تلك السلبيات. سهير عبد الله، ربة منزل، ترى أن الترام هو الأكثر أمانا بين وسائل المواصلات ذلك أنه يسير في خط محدد لا يحيد عنه، كما يستقله عدد كبير من الركاب وبالتالي تنعدم حالات الاختطاف التي قد تحدث عند ركوب "التاكسيات" أو حتى الميكروباص أو "المشاريع" كما يسميها اهل الاسكندرية، بالإضافة إلى قلة الحوادث التي يتعرض لها الترام. كرم إبراهيم، محاسب، يفضل ركوب الترام في أوقات الذروة تحديدا لأنه على الرغم من بطئه الشديد فإنه في تلك الأوقات يكون أسرع من أي وسيلة أخرى خاصة أن شوارع الإسكندرية أصبحت في السنوات الاخيرة مزدحمة طيلة العام وليس في موسم الصيف فقط، ويتفق معه في الرأي أحمد فاروق الذي يقول إن سعر تذكرة الترام قليل ويناسبه كطالب جامعي. هدى السيد، موظفة، ترى أن أهم ما يميز الترام ويشجعها دائما على ركوبه، وجود عربة خاصة للسيدات به مما يجعلها مريحة بالنسبة لها حتى ولو كانت مزدحمة. علي السيد أحمد، مشرف بمحطة ترام الرمل، يرى أن السعر الزهيد لتذكرة الترام ليس عنصر الجذب الأوحد له، ذلك أن خط سير ترام الرمل خط حيوي حيث يمر على مجمع الكليات النظرية، وكلية الفنون الجميلة، وكلية النصر وعدد من النوادي والمستشفيات، أما ترام المدينة فيخدم منطقة وسط وغرب الإسكندرية كالماكس ومحرم بك والمناطق القديمة ويلتقي مع ترام الرمل في خطي "36" و"25" حتى سيدي جابر. المهندس محمد إبراهيم، مدير عام الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية، يؤكد أن الترام أقدم وسيلة مواصلات بالإسكندرية خاصة ترام الرمل الذي أنشئ عام 1860، وكان في البداية تجره الخيول ثمتحول إلى العمل بالبخار إلى أن تم تحويله ليعمل بالكهرباء، في ذلك الوقت كان خط ترام الرمل ينتهي عند منطقة بوكلي ثم امتد فيما بعد حتى فيكتوريا، وفي التسعينيات تم التوسع بإنشاء شبكات ترام المدينة لتخدم مناطق أخرى بالإسكندرية. وللتذكير - يقول ابراهيم- إن سعر تذكرة الترام "25" قرشا لا يمثل السعر الحقيقي للتكلفة والذي يحدد ب "75" قرش للتذكرة على الأقل. ويرجع ابراهيم تأخر عربات الترام في الوصول إلى المحطات للزحام المروري وتكدس العربات بالشوارع الذي أثر بدوره على سرعة الترام لأنه يمر ب 36 تقاطعا أو "مزلقانا" على طول خط سيرهمن فيكتوريا حتى محطة الرمل بمسافة 15 كيلو مترا والحل يكمن في فك تلك التقاطعات. (العدد الأول 22 يناير 2012)