تواصل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية اعتصام وإضراب عمال هيئة النقل العام والذي شارك فيه الالاف مطالبين بصرف حافز الإثابة وتحديد هوية الهيئة وتبعيتها لتكون هيئة اقتصادية وليس خدمية. في الوقت الذي أعلنت فيه رئيسه الهيئة مني مصطفي عن التوصل لحل للأزمة واعتماد الدكتور عصام شرف128 مليون جنيه لزيادة الأجور وهو ما رفضه العمال أيضا. أما زمان فقد نقل رسام جريدة الجرافيك اللندنية بريشته صورة فنية رائعة عن مصر بتاريخ21 نوفمبر1908, وهي تبدو للوهلة الأولي كحادثة سقط فيها رجلين أو ثلاثة تحت عجلات الترام وتدخل رجال البوليس بملابسهم المميزة, بأزرارها اللامعة وطرابيشهم الأنيقة لإبعاد الترام والتحقيق في الحادثة, وتجمع الناس حول الترام من الجانبين ما بين مشاهد وفضولي.. هذا ما يبدو من اللوحة ولكن ما تذكره الجريدة في تعليقها أسفل الصورة مختلف تماما بعنوان إضراب عمال الترام... النوم علي القضبان وقطع الطريق علي عربة الترام... وعلقت الجريدة ساخرة أنه تبعا لقوانين البلاد فلا توجد صلاحية لمنع أي مواطن من الاستلقاء أو النوم في الشارع في أي مكان, فقط يمكن سلب ممتلكاته مع عدم المساس بجسده. ومن المعروف أن ترام الأسكندرية هو أول وسيلة نقل جماعية في مصر وأفريقيا, فقد منح الوالي محمد سعيد باشا التاجر الإنجليزي السير ادوارد سان جون فيرمان امتيازا لإنشاء خط سكك حديدية يصل ما بين الإسكندرية والرمل عام1860, وكان الترام في البداية عبارة عن قطار واحد يتكون من عربات تجرها أربعة خيول, ثم تحول الي عربات بخارية, وفي1904 استعملت العربات الكهربائية في نقل الركاب من ميدان محطة الرمل إلي محطة سراي رأس التين فقط, لأن المنطقة التي تمتد من محطة السراي وحتي فيكتوريا كانت خاصة بالخديوي. أما الترام الأصفر فقد أنشئت شركة بلجيكية لتشغيله عام1897 بإسم شركة ترامواي الإسكندرية, لربط أجزاء المدينة القديمة بالحديثة, وقد أقيم الاحتفال بتسيير العربات الأولي بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني, ويقول أحمد شفيق باشا في مذكراته: في11 سبتمبر( أيلول)1897 احتفل بافتتاح أول خط للترام بالإسكندرية, فاجتمع جمهور عظيم من الناس في شارع المنشية الصغري مبدأ الخط الكهربائي, وأوقفت خمس عربات كهربائية لحمل المدعوين, وأعدت عربة مزينة بالأزهار لركوب الخديوي, وفي الساعة الخامسة حضر سموه وركب العربة المعدة له وتلتها بقية العربات تقل المدعوين, إلي أن وصلنا إلي المكس, وبعد ذلك عدنا بها إلي المخزن العام بكرموز, حيث افتتح الخديوي المأدبة التي أقيمت هناك, ثم عاد مع حاشيته إلي المنتزة هذه بإختصار حكاية الترام الذي أطلق عليه الناس زمان العفريت الكهربا.