عقد فى المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "النشر وفوضى المعلومات"، تحدث فيها د. شريف شاهين مدير المكتبة المركزية بجامعة القاهرة، وأشارت إلى تعدد نشر المعلومة الواحدة وتباين المحتوى وتفاوت التعليقات والتفسيرات، وإلى عشوائية المعلومات على الشبكة المعلوماتية. وأوضح أن العشوائية تعنى فقدان الترتيب والتخطيط وليس فقدان الغرض أو الغاية، فهناك حالة من التخبط وعدم الانتظام نتيجة الحلول السريعة، وذكر أن من أعراضها الفرق بين المحتوى الباطن والظاهر، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية وحقوق الناشرين أو المنتجين وغياب التشريعات لضبط خصوصية وحماية المعلومات. مؤكدا أن أسباب العشوائية المعلوماتية النمو السريع للمعلومات على الشبكة المعلوماتية والتشتت الجغرافى لمواقع أجهزة الكمبيوتر المتصلة ببعضها البعض على مستوى العالم، وعدم وجود مخططات معتمدة للروابط الفائقة واستثمارها فى إنشاء العلاقات المفيدة وغير المفيدة. وطالبت الندوة لتجنب عشوائية المعلومات بإصدار قانون تداول المعلومات وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى والصحفى، ومساءلة المسئول الذى يصدر قرارات وبيانات غير مسئولة وغير مدروسة من خلال عدم التصديق بالمعلومات على أنها مسلَّمات. أما الكاتبة الصحفية سامية أبو النصر - زميل كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا - فتحدثت عن الإعلام وتأثيره السلبى على المجتمع، وأن اللغة على لسان الإعلامى والقلم فى يد الصحفى لا يقل خطورة عن السلاح فى يد العسكرى، فالإعلام أصبح علما يمارس على أسس علمية وعلى نظريات تستقى مرجعيتها وقوتها من نظريات علوم إنسانية واجتماعية آخرى وليس فقط من خلال امتلاك تكنولوجيا متقدمة، ولا يقتصر التأثير الإعلامي على الدول الصغيرة فقط، بل قد يصل إلى دول كبرى، ونتذكر هنا الصرخات التي أطلقتها فرنسا من تأثير الإعلام الأمريكي على ثقافتها، مشيرة إلى خطورة الشائعات وزيادة استخدامها أوقات الصراعات والحروب والأزمات نظرا لوجود ميل نفسى لدى الأفراد لتصديق معظم الأخبار والأقاويل بسبب حالة التوتر النفسى لديهم، كما أن عدم وجود المعلومات الكافية أو عدم وضوحها أو بسبب أهمية الأخبار بالنسبة للأفراد مما يتسبب فى تصديق أى شائعة أو مقولة. وشارك فيها د. أمجد الجوهرى - أستاذ ورئيس قسم المكتبات جامعة المنيا – قائلا: كثيرة هى المعلومات.. قليل هو الاستيعاب.. وهناك حالة من زخم المعلومات، ومن أهم أسباب هذه الظاهرة وضع قيود أمام المواطن للحصول على المعلومات بالإضافة إلى عدم توافر نظام وطنى للمعلومات فى مصر. وقد حضر الندوة نخبة كبيرة من رجال الإعلام، منهم د. شريف درويش اللبان أستاذ الصحافة بكلية إعلام القاهرة والذى طالب بأهمية إرساء منظومة واضحة للنشر، ومحاسبة قانونية لجرائم المعلومات، ود. شوقى سالم أستاذ المكتبات الذى أكد على أهمية دور إخصائيي المكتبات فى ضبط عشوائية المعلومات،