ناقشت ندوة حرية الإعلام، التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، ومقررها الكات الصحفي محمد عبد القدوس، دور الإعلام والمسئولية الملقاة على عاتقه، خاصة فى الرسالة المنوط القيام بها والابتعاد عن الإسفاف والشائعات وهو ما تؤكد عليه معايير ومواثيق العمل الصحفى والإعلامى. وأكدت سامية أبو النصر، الكاتبة الصحفية بالأهرام ومؤلفة كتاب الإعلام والعمليات النفسية فى الحروب المعاصرة واستراتيجية المواجهة، أن الإعلام يلعب دورًا خطيرًا فى هذه الفترة، لأن اللغة على لسان الإعلامى والقلم فى يد الصحفى لايقلان خطورة عن السلاح فى يد العسكري. وأضافت أن الإعلام أصبح علمًا يمارس على أسس علمية وعلى نظريات تستقى مرجعيتها وقوتها من نظريات علوم إنسانية واجتماعية أخرى وليس فقط من خلال امتلاك تكنولوجيا متقدمة مما يؤكد على أهمية الاستعانة بالخبراء والمتخصيين فى المجالات المختلفة لإنتاج برامج على أعلى مستوى شكلًا ومضمونًا يخاطب عقل ووجدان المشاهد العربى. وتابعت: "قال هتلر فى كتابه.. الإعلام يستطيع أن يبنى دولة أو يهدم دولة..لذلك تعتبر آلية العمليات النفسية واحدة من أهم الآليات التى تستخدمها الدول حاليًا فى إدارة الحروب الحديثة.. ومن أهم طرق وأساليب العمليات النفسية الإعلام والإعلان والدعوة والعلاقات العامة والدعاية والدعاية المضادة والعمل والحركة والخداع والشائعات وهذه العمليات النفسية يتم استخدامها بكثرة أيام الحروب والقلاقل والنزاعات والصراعات والثورات من خلال وسائل الإعلام المختلفة". وتابعت: "أنواع الشائعات عديدة منها شائعات الأمانى والخوف والكراهية والحقد والعنف ويتم استخدام العمليات النفسية بهدف الترويع وإثارة الرعب والتهديد بالقوة والتضليل الإعلامى والتبسط واستغلال الظروف الاقتصادية وفرِّق تسد وتحطيم الثقة والخداع وطرق الأبواب واستغلال العاطفة الدينية". وقال الإذاعى إبراهيم أمين، مدير عام بقطاع الأخبار بالإذاعة: "إننى متأكد من قيام شيئًا ما قبل الثورة لأننى كنت أرى أن الناس قد فاض بهم الكيل، وخلال إحدى مؤتمرات الحزب الوطنى قلت لهم إن الحزب يقول كلام والحكومة تتصرف بطريقة أخرى، فيجب أن تتجاوب الحكومة مع طلبات الجماهير وعمومًا الحرية الإعلامية أفضل مما كانت عليه قبل الثورة. وأشار أن الإذاعة المصرية يُحسب لها نقل أحداث الثورة على الهواء مباشرة "فلم يكن لدي إعلاميوها ما يخفوه". بينما قال الإعلامى د. على مبارك، نائب رئيس قناة النيل للأخبار: "برغم أننى كنت من أوائل من استخرجوا كارنية رئاسة الجمهورية كنت من أوائل المطردوين من الرئاسة.. ومازلنا حتى الآن لسنا على الطريق الصحيح لا قبل الثورة ولابعدها. وتابع: "أمامنا 3 أنواع من الإعلام؛ حالة من الإعلام المؤيد على طول الخط والرافض لأى نوع من المعارضة، وإعلام معارض بفُجر، أما النوع الثالث فيميل إلى التأييد فى أحيان والمعارضة فى أحيان كثيرة أخرى وهناك إفتقاد للرؤية لما هو قادم وكل هذه الأنواع تؤدى إلى تضليل الرأى العام". وقال إن حرية الإعلام لاتعنى السباب أو الشتائم، وأن الكلمة مسئولية وعلي الجميع أن يمسك لسانه، لأن مصر تُبنى بإعلام متوازن. أما الإعلامية سعاد الديب، رئيس الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك، فقالت إن الإعلام دوره مهم جدًا ولكن لايُلغى بقية الأدوار الأخرى، وأكدت على أهمية الإدارة الرشيدة وتعرف الإمكانيات المادية والبشرية التى لدينا وأن يكون لديك رؤية لذلك . وتوصلت الندوة لعدة توصياتها، بأهمية حرية الإعلام التى تعنى المسئولية دونما تجريح أو إسفاف أو ترويج ونشر الشائعات، وأهمية إصدار قانون تداول للمعلومات ليسهل للصحفى الحصول على المعلومات ولأن الإعلام كان له دورًا كبيرًا فى نقل مصر إلى مرحلة جديدة ولأن الشعب هم من قاموا بالثورة فيجب أن يجنوا ثمار هذه الثورة. وتضمنت التوصيات أن يبتعد الإعلام عن الصراعات سواء الحزبية أو الإعلامية الحكومية أو غير الحكومية والتى تعمل على إثارة الرأى العام، وتخصيص مليار جنيه مصرى من عائد قناة السويس لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب لتشجيعهم على العمل، وأن تقوم القنوات المؤيدة للحكومة بالإعلان عن نفسها وكذلك المعارضة حتى لايتوه المشاهد. كما شملت توصيات الندوة، أن يعمل الإعلام وفقًا لمفاهيم اقتصادية وإعلامية وشفافة حتى لايخضع الإعلان لسلطة الربح والخسارة. وأخيرًا طالبت الندوة بأهمية التخطيط الإعلامى ووجود رؤية مستقبلية نفسية وإعلامية تستوعب المتغيرات العالمية الإقليمية والمحلية لمواجهة التهديدات التى تواجهنا ومواجهة الشائعات والحرص على نشر المعلومات الصحيحة وإتاحة الفرصة لجميع الأراء والتوجهات السياسية لعرض أرائها وأفكارها ومواجهة الشائعات بنشر المعلومات الصحيحة. Comment *