ناقشت ندوة حرية الإعلام التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين كتاب الإعلام والعمليات النفسية فى الحروب المعاصرة وإستراتيجية المواجهة للمؤلفة و للكاتبة الصحفية بالأهرام سامية أبو النصر حيث قالت أن الإعلام يلعب دورا خطيرا فى هذه الفترة فاللغة على لسان الإعلامى والقلم فى يد الصحفى لايقلان خطورة عن السلاح فى يد العسكرى فالإعلام أصبح علما يمارس على أسس علمية وعلى نظريات تستقى مرجعيتها وقوتها من نظريات علوم إنسانية وإجتماعية أخرى وليس فقط من خلال إمتلاك تكنولوجيا متقدمة مما يؤكد على أهمية الاستعانة بالخبراء والمتخصيين فى المجالات المختلفة لإنتاج برامج على أعلى مستوى شكلا ومضمونا يخاطب عقل ووجدان المشاهد العربى.وقال هتلر فى كتابه "كفاحي" .."الإعلام يستطيع أن يبنى دولة أو يهدم دولة " واكدت " أبو النصر " على ان آلية العمليات النفسية واحدة من أهم الآليات التى تستخدمها الدول حاليا فى إدارة الحروب الحديثة.ومن أهم طرق وأساليب العمليات النفسية الإعلام والإعلان والدعوة والعلاقات العامة والدعاية والدعاية المضادة والعمل والحركة والخداع والشائعات وهذه العمليات النفسية يتم إستخدامها بكثرة أيام الحروب والقلاقل والنزاعات والصراعات والثورات من خلال وسائل الإعلام المختلفة . واشارت الكاتبة " أبو النصر " خلال الندوة إلى أنواع الشائعات و منها شائعات الأمانى والخوف والكراهية والحقد والعنف ويتم إستخدام العمليات النفسية بهدف الترويع وغثارة الرعب والتهديد بالقوة والتضليل الإعلامى والتبسط وإستغلال الظروف الاقتصادية وفرق تسد وتحطيم الثقة والخداع وطرق الأبواب وإستغلال العاطفة الدينية . وقال الإذاعى إبراهيم أمين مدير عام بقطاع الأخبار بالإذاعة أننى متأكد من قيام شيئا ما قبل الثورة لأننى كنت أرى أن الناس قد فاض بهم الكيل وخلال إحدى مؤتمرات الحزب الوطنى قلت لهم الحزب يقول كلام والحكومة تتصرف بطريقة أخرى فيجب أن تتجاوب الحكومة مع طلبات الجماهير وعموما الحرية الإعلامية أفضل مما كانت عليه قبل الثورة . ويحسب للإذاعة المصرية نقل أحداث الثورة على الهواء مباشرة فلم يكن لدينا ما نخفيه. بينما قال الإعلامى د. على مبارك نائب قناة النيل للأخبار ، برغم أننى كنت من أوائل من إستخرجوا كارنية رئاسة الجمهورية كنت من أوائل المطرودين من الرئاسة ومازلنا حتى الآن لسنا على الطريق الصحيح لاقبل الثورة ولابعدها.وقال أمامنا 3 أنواع من الإعلام حالة من الإعلام المؤيد على طول الخط والرافض لأى نوع من المعارضة وإعلام معارض بفجر أما النوع الثالث يميل إلى التأييد فى أحيان والمعارضة فى أحيان كثيرة أخرى وهناك إفتقاد للرؤية لما هو قادم وكل هذه الأنواع تؤدى إلى تضليل الرأى العام . واضاف " مبارك " أن حرية الإعلام لاتعنى السباب أو الشتائم وأكد على أن ليس كل ما يعرف يقال ، فالكلمة مسئولية وعلينا أن نمسك اللسان ومصر لكى تبنى تحتاج لإعلام متوازن. أما الإعلامية سعاد الديب رئيس الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك فقالت أن الإعلام دوره مهم جدا ولكن لايلغى بقية الأدوار الأخرى وأكدت على أهمية الإدارة الرشيدة وتعرف الإمكانيات المادية والبشرية التى لدينا وان يكو لديك رؤية لذلك . وخرجت الندوة بعدة توصيات وهى ضرورة الاهتمام بحرية الاعلام ، فالحرية تعنى المسئولية دون تجريح أو إسفاف ، كما أكدت على أهمية إصدار قانون تداول للمعلومات ليسهل للصحفى الحصول على المعلومات ولأن الإعلام كان له دورا كبيرا فى نقل مصر إلى مرحلة جديدة ولأن الشعب هم من قاموا بالثورة فيجب أن يجنوا ثمار هذه الثورة. بالاضافة إلى أن يبتعد الإعلام عن الصراعات سواء الحزبية أو الإعلامية الحكومية أو غير الحكومية والتى تعمل على إثارة الرأى العام ويجب أن يخصص مليار جنية مصر من عائد قناة السويس يخصص لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب لتشجيعهم على العمل وأن تقوم القنوات المؤيدة للحكومة بالإعلان عن نفسها وكذلك المعارضة حتى لايتوه المشاهد وأن يعمل الإعلام وفقا لمفاهيم إقتصادية وإعلامية وشفافة حتى لايخضع الإعلان لسلطة الربح والخسارة. وأخيرا طالبت الندوة بأهمية التخطيط الإعلامى ووجود رؤية مستقبلية نفسية وإعلامية تستوعب المتغيرات العالمية الإقليمية والمحلية لمواجهة التهديدات التى تواجهنا ومواجهة الشائعات والحرص على نشر المعلومات الصحيحة وإتاحة الفرصة لجميع الأراء والتوجهات السياسية لعرض أرائها وأفكارها ومواجهة الشائعات بنشر المعلومات الصحيحة .