وصل الدبلوماسيون الايرانيون السبت إلى بلادهم بعد ان طردتهم الحكومة البريطانية اثر تعرض سفارتها في طهران لهجوم، في الوقت الذي يبحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في تركيا مخاوف الغرب المتزايدة تجاه إيران. ولم يسمح للصحافة بمتابعة وصول الدبلوماسيين الايرانيين الى مطار مهراباد بالعاصمة الايرانية بعد وصولهم كما افادت وسائل الاعلام.
وقال مصور لفرانس برس ان نحو 150 من الطلاب المتشددين هتفوا "الموت لبريطانيا!" وهم يحملون اكاليل الزهور لاستقبال الدبلوماسيين العائدين، غير انه لم يسمح حتى لهؤلاء برؤية الدبلوماسيين.
وكانت الحكومة البريطانية قد طردت الدبلوماسيين من لندن الجمعة ردا على اقتحام السفارة البريطانية ومجمع دبلوماسي بريطاني اخر في طهران الثلاثاء من جانب المئات من المتظاهرين الايرانيين المؤيدين للنظام.
واجلت بريطانيا كافة دبلوماسييها من طهران حرصا على سلامتهم عقب الهجمات، واغلقت سفارتها وامرت ايران بإغلاق سفارتها في لندن.
وقالت بريطانيا ان اقتحام وتخريب السفارة ما كان ليحدث لولا الموافقة الضمنية من جانب قادة الجمهورية الاسلامية.
وفي مطار مهراباد تواجد المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبارست لاستقبال الدبلوماسيين.
ونقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن مهمانبارست قوله "الان تحاول الحكومة البريطانية توريط بلدان اوروبية اخرى في المسألة الثنائية بيننا. غير اننا ابلغنا الاوروبيين بضرورة عدم تعكير العلاقات مع ايران بسبب بريطانيا".
وفي هذه الاثناء انتقد احد ابرز المراجع الدينية الايرانية الهجوم على السفارة البريطانية من قبل عناصر ميليشيا اسلامية معتبرا ان الهجوم لم يتم بموافقة المرشد الاعلى للجمهورية وقد يكلف البلاد "ثمنا غاليا".
وجاء في بيان لآية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ما من شك في ان بريطانيا هي احد اقدم اعداء ايران (..) لكن لا ينبغي للثوار الشباب ان يتجاوزوا القانون".
واضاف شيرازي المقرب من التيار المحافظ المتشدد المهيمن على النظام "احيانا يمكن ان تؤدي افعال غير قانونية يقوم بها شبان تحت تاثير العاطفة، الى توفير ذريعة للعدو (لرد الفعل) الذي يجعلنا لاحقا ندفع ثمنا غاليا".
وتابع "اطلب منهم عدم انتهاك القانون وعدم التحرك بدون اذن المرشد الاعلى" آية الله علي خامنئي.
ويعد الهجوم على السفارة البريطانية وخفض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى حدها الادنى الحلقة الاحدث في الازمة بين الغرب وايران بسبب برنامج الاخيرة النووي المثير للجدل.
فقد استدعت كل من فرنسا وألمانيا وهولندا وايطاليا سفراءها من طهران للتشاور معهم اعرابا منها عن التضامن مع بريطانيا.
كما شدد الاتحاد الاوروبي عقوباته على ايران وحذر في الوقت ذاته من اتخاذ اجراءات اخرى لاحقة تستهدف القطاعين المالي والنفطي لايران.
وجاءت العقوبات الاوروبية تزامنا مع اجراءات مماثلة من جانب الولاياتالمتحدة وكندا.
وعكس المتظاهرون الموالون للنظام الذين خربوا المقار البريطانية الثلاثاء سخطا رسميا من العقوبات التي فرضتها بريطانيا مؤخرا وقطعت بمقتضاها كافة التعاملات مع القطاع المالي الايراني بما في ذلك البنك المركزي الايراني.
وفي حديث لوسائل الاعلام البريطانية الجمعة قال دومينيك تشيلكوت سفير بريطانيا الذي غادر طهران ان "إيران ليست البلد الذي تطرأ فيه تظاهرة بشكل عفوي ليتجمع المحتجون ثم يهاجمون سفارة اجنبية. ان هذا النوع من الانشطة لا يجري الا بموافقة الدولة وبدعم منها".
من جانب اخر، حث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي وصل في زيارة الى انقرة الخميس، تركيا البلد المجاور لايران اتباع النهج الغربي لكبح التطلعات النووية الايرانية وفرض العقوبات على طهران.
ونقلت صحيفة حرييت التركية اليومية عن بايدن قوله "نواصل دعم التوصل الى حل دبلوماسي لمخاوفنا ازاء ايران".
"غير اننا نعتقد ايضا ان ممارسة الضغط على القيادة الايرانية امر ضروري لضمان التوصل الى تسوية عبر التفاوض، ولهذا نشجع شركاءنا، ومنهم تركيا، على اتخاذ خطوات لفرض عقوبات جديدة على ايران، كما فعلنا ونفعل".
ومن المقرر ان يلتقي بايدن برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت لبحث المخاوف المتزايدة للغرب ازاء ايران.
وفي طهران تم ابلاغ وسائل الاعلام الاجنبية الخميس انه يحظر عليهم من الان فصاعدا تغطية كافة التظاهرات المعادية لبريطانيا والموالية للنظام -- وهو الحظر غير المسبوق الذي يضاف الان الى العديد من القيود التي يمارسها النظام على التغطية الاعلامية.
وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ذكرت ان ايرانيين نظموا تظاهرة جديدة معادية لبريطانيا في طهران الجمعة دعما لاقتحام المقار البريطانية.